المنح العلية في بيان السنن اليومية
المنح العلية في بيان السنن اليومية
Издатель
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
Номер издания
الثالثة والعشرون
Год публикации
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
Место издания
السعودية
Жанры
جليلة القدر، عظيمة الثمرة، اقترح عليَّ كتابتها أحدُ الإخوة الفضلاء -جزاه ربي خير الجزاء- وكان دافعًا لي في تسطيرها سببان رئيسان:
أولهما: ما مجَّ سمع كل مسلم، وأحزن قلب كل موحِّد، وأبكى عين كل مُحِب لخليل الله نبينا ﷺ حينما نيل منه، ورُسم عنه من قِبَل مَنْ سخروا منه، واستهزؤوا برسم كاريكاتيرات ساخرة تُسيء له -فداه أبي وأمي- وإلى يومنا هذا ما زلنا نسمع بمثل هذا من بلد وآخر، ولا عجب من ذلك؛ فقد تبع هؤلاء جميعًا كفار قريش، وغيرهم حينما آذوه وسخروا منه، فنال الصحابة -رضوان الله عليهم- ممن نال وآذى رسول الله ﷺ، والدفاع عن حقِّ رسول الله ﷺ دَيْنٌ على كل الأمَّة حتى يُردَّ حقُّه ﷺ.
ومِنْ أهم أنواع الدِّفاع عنه: الدِّفاع عن سنته، وإظهار أخلاقه ﷺ التي شوَّهها الغرب، والتعريف بهديه والحث على تطبيقه بنشر الكتب في ذلك، وأولى النَّاس تطبيقًا لهديه ﷺ، والمسارعة لسنَّتِه هم أهل دينه، فإنَّ من يردّ عن عِرض النَّبي ﷺ بقوله ينبغي أن يكون من أحرص الناس على الامتثال لأوامر النَّبيِّ ﷺ وهديه، وتطبيق سُنَنِه بفعله أيضًا، فيحيي سُنَّة النَّبي ﷺ في نفسه، وفي مجتمعه، وبين أهله وأولاده، وطلابه، وإخوانه.
والسبب الثاني: هو ما يشهده واقعنا اليوم من التفريط في سُنَّة النَّبي ﷺ وامتثالها، بِحُجة أنها مما يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، ولو تتبعت -أخي القارئ- سُنَّة النَّبي ﷺ لَمَا وجدت فيها أنَّ الصحابة -في غالب أمرهم- يُفرِّقُون في الأوامر بين الواجبات، والمستحبات من حيث السؤال والتطبيق، بل هم أحرص الناس على الخير، وأشدهم أسفًا لفواته ولو كان نافلة، بينما في واقعنا تجد من يعرف فضائل عديدة، وعظيمة في سُنَن كثيرة عَلِمَها ولم يعمل بها، ولو لمرَّة واحدة، ولربما رأيت من تظهر عليه مظاهر الصَّلاح والاستقامة، وحُبُّ الخير، ويُرى
1 / 10