172

المنح العلية في بيان السنن اليومية

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Издатель

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Номер издания

الثالثة والعشرون

Год публикации

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Место издания

السعودية

Жанры

ومما يدلّ على سنيَّة التطيّب:
أ. حديث أَنَسٍ ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (^١).
- وأمَّا لفظ: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ» فضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في رسالة منه إلى أصحابه، وهو في حبس الإسكندرية: «وكان النَّبيّ ﷺ يقول: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ»، ثم يقول: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»، ولم يقل: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ»، كما يرفعه بعض الناس، بل هكذا رواه الإمام أحمد، والنَّسَائي أنَّ المحبب إليه من الدنيا: النِّسَاء، والطيب، وأمَّا قرة العين، تحصل بحصول المطلوب وذلك في الصلاة» (^٢).
ب. وعن أنسٍ ﵁ أيضًا قال: «مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ، أَوْ عَرْفًا قَطُّ، أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ، أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ ﷺ» (٤). والديباج: نوع من أنواع الحرير، والعَرف: هو الريح الطيب.
ج. وعن نافع، قال: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ ﵄ إِذَا اسْتَجْمَرَ، اسْتَجْمَرَ بِألُوَّةٍ، غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَبِكَافُورٍ، يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللّهِ ﷺ» (^٣).
قال النَّووي ﵀: «الاستجمار هنا: استعمال الطِّيب، والتبخّر به،

(^١) رواه أحمد برقم (١٢٢٩٣)، والنَّسَائي برقم (٣٩٤٠). وقال الألباني في صحيح النَّسَائي: «حسن صحيح».
(^٢) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٣١).
(٤) رواه البخاري برقم (٣٥٦١).
(^٣) رواه مسلم برقم (٢٢٥٤).

1 / 179