اللباب في فقه السنة والكتاب
اللباب في فقه السنة والكتاب
Издатель
مكتبة الصحابة (الشارقة)
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
Место издания
مكتية التابعين (القاهرة)
Жанры
فرع رقم (٣): لم يثبتْ في استحباب تنشيف أعضاءِ الوضوء حديث:
فعن عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ: "كانت له خرقةٌ يتنشَّفُ بها بعدَ الوضوء"، وهو حديث ضعيف (^١).
قال الترمذيُّ: حديثُ عائشةَ ليس بالقائم، ولا يصحُّ عن النبي ﷺ في هذا الباب شيء، وأبو معاذٍ: يقولون: هو سليمان بن أرقم، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث.
وقال الحاكم: أبو معاذ هذا هو: الفضل بن ميسرةَ، بصريُّ، روى عنه يحيى بن سعيد، وأثنى عليه.
وقال الدارقطني والبيهقي: أبو معاذ هذا هو سليمانُ بن أرقمَ وهو متروكٌ.
قلت: الصوابُ مع الترمذي، والدارقطني، والبيهقي؛ لأن هؤلاء الثلاثة أقعدُ من الحاكم في معرفة الرجال، والله أعلم.
وعن معاذ بن جبل قال: "كان النبي ﷺ إذا توضَّأ مسَحَ وجْهَهُ بطرفِ ثوبِهِ"، وهو حديث ضعيف (^٢).
وإسناده ساقطٌ؛ وذلك لأنَّ عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ضعيفٌ، وكان يدلِّس على محمد بن سعيد المصلوبِ بالزندقةِ (^٣).
فرع رقم (٤): جوازُ العاونةِ في الوضوءِ:
لحديث المغيرة بن شعبةَ: "أنه كان مع رسول الله ﷺ في سَفَرٍ، وأنهُ ذَهَبَ لِحَاجَةً له، وأنَّ مغيرَةَ جعلَ يَصُبُّ الماءَ عليه وهو يتوضَّأ، فغسَلَ وجههُ ويديهِ ومسحَ برأسِهِ، ومسحَ على الخُفَّيْنِ"، وهو حديث صحيح (^٤).
فرع رقم (٥): الدعاءُ على أعضاء الوضوء لا أصل لهُ:
قال الشيرازي (^٥): " … وزاد غيره أن يدعُوَ على وضوئِهِ، فيقول عند غسل الوجه:
_________
(^١) أخرجه الترمذي رقم (٥٣)، والدارقطني (١/ ١١٠)، والحاكم (١/ ١٥٤)، والبيهقي (١/ ١٨٥)، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" رقم (١٤٧)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٠٢).
(^٢) أخرجه الترمذي رقم (٥٤)، والبيهقي (١/ ٢٣٦)، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" رقم (١٤٦)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٢٣٦).
(^٣) انظر: "المجروحين" (٢/ ٥٠).
(^٤) أخرجه البخاري رقم (١٨٢)، ومسلم رقم (٢٧٤).
(^٥) في "المهذب" (١/ ٤٨٦).
1 / 83