Аль-Кавакиб Аль-Дурийя о поэме Байкуни
الكواكب الدرية على المنظومة البيقونية
Жанры
وكذلك لو نظرنا إلى فعل النبي ﷺ في طريقة خطبته، فإن العلماء نقلوا طريقة خطبة النبي ﷺ وطريقة خطبة الصحابة، فهم يذهبون إلى الأولياء فيخطبون منهم البنات، فدل هذا على أن الأصل في الخطبة أن الأصل في الخطبة أن تكون للأولياء، الشاهد أن الحديث الضعيف إذا كان هناك ما يشهد له ويعضده فإنه لا حرج في الاستدلال به والاحتجاج به خلافا لمن شدد وقال إنه لا يحتج بالحديث الضعيف مطلقا، وخلافا لمن قَبِلَه مطلقا، والإمام أحمد - رحمه الله تعالى - من أصوله التي بنى عليها مذهبه هو الاحتجاج بالحديث الضعيف، وله عبارات كثيرة في أنه يحتج بالحديث الضعيف فقد نقل عنه أنه يُسأل عن أحاديث ضعيفة فيقول هو ضعيف الاسناد فيقال له أتحتج به فيقول نعم، هذا في مواطن كثيرة نقلها بن مفلح في كثير من كتبه، فقد نقل كثيرًا منها، من ذلك ماذكره في الآداب أن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - ذكر حديث الزهري مرسلًا (من احتجم يوم السبت أو يوم الأربعاء، فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه)، احتجّ به أحمد - رحمه الله تعالى - وهو يرويه مرسلًا، فحُكي له أن رجلًا احتجم يوم الأربعاء واستخفّ بالحديث وقال ما هذا الحديث؟! فأصابه وضح، فقال أحمد - رحمه الله تعالى ـ: لا ينبغي لأحد لأن يستخفّ بالحديث، وأيضًا المرداوي في الإنصاف، وكذلك ابن قدامة في المغني نقل كثيرًا من هذا يُسأل عن حديث فيقول ضعيف، فيقال أتحتج به فيقول نعم كحديث التسمية وما شابه ذلك، كذلك الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - كثيرًا ما يستدل بالحديث الضعيف ن ومن رأى مسنده ينظر بأنه يروي الأحاديث المرسلة فيستشهد بها ويستدل بها، وكذلك الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في موطئه نقل بلاغات ومراسيل كثيرة مع أنه قال " انتقيت الأحاديث الصحيحة "، فينتقي الأحاديث الصحيحة ومعنى هذا أنه لا يصحح إسنادًا وإنما يستشهد له حكمًا، وهذا
1 / 36