عليك والنساء سواها كثير، لم يكن هذا عداوة ولا بغضاء، ولكن لما رأى انزعاج النبي ﷺ بهذا الأمر، وتعلقه به، أراد إراحة خاطره، وتسهيل الأمر عليه. قاله العلامة العيني (١).
وقال الإمام ابن أبي جمرة: ولم يقل ذلك علي كراهية في عائشة، وإنما قصد الأخذ بخاطره ﷺ فإنه كان شديد الغيرة واعتراه من القلق ماأوجبه أن يشير عليه براحته عنه إما بالطلاق، وإما بالبحث، حتى تتحقق البراءة، ولعلمه أن بريرة لا تعلم من عائشة إلا البراءة المحضة أحال عليها بقوله (وأسال) وفي رواية: وسل الجارية تصدقك: أي: تخبرك بالصدق (٢)
وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك، أبلغك أن عليًا كان فيمن قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك - أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث - أن عائشة قالت لهما: كان علي مسلمًا في شأنها فراجعوه فلم يرجع، وقال: مسلمًا بلا شك، وعليه كان في أصل العتيق كذلك (٣)
روي قول أم المؤمنين عائشة: " كان علي مسلمًا في شأنها " على ثلاثة أوجه:
(١) عمدة القاري: ١٢/ ١٧٧
(٢) ابن أبي جمرة: مختصر صحيح البخاري ِ: ١٥٨
(٣) أخرجه البخاري في صحيح كتاب المغازي باب حديث الإفك (٤١٤٢)
1 / 283