الإقتصاد فيما يجب على العباد

Шейх ат-Туси d. 460 AH
96

الإقتصاد فيما يجب على العباد

الإقتصاد فيما يجب على العباد

Издатель

مكتبة جامع چهلستون

Номер издания

الأولى

Год публикации

1400 AH

Место издания

طهران

والذي يتضمن الخاطر هو التخويف من إهمال النظر، ولا بد أن يتنبه على أمارة الخوف، لأن الخوف الذي لا أمارة له لا حكم له، غير أنه يجب تنبيهه على جهة وجوب المعرفة ليعلم الحسن بهذا التخويف، لأن من هدد غيره على أكل طعام بعينه بالقتل يجب عليه الامتناع من أكله ولا يعلم قبح الامتناع ولا حسنه فإذا قال لا تأكله فإن فيه سما وينبهه على جهة أمارة كون السم فيه علم حسن إيجاب الامتناع من الأكل.

فعلى هذا يجب أن يتضمن الخاطر أنك تجد في نفسك آثار الصنعة، فلا تأمن أن يكون لك صانع صنعك ودبرك أراد منك معرفته لتفعل الواجب عليك في عقلك وتنهى عن القبيح وأنت تجد في عقلك قبح أفعال فيها لك نفع عاجل ووجوب أفعال عليك فيها مشقة عاجلة، وتعلم استحقاق الذم على القبيح فإن الذم مما يضرك ويغمك فلا تأمن من أن تستحق مع الذم زائدا على العقاب والألم، ومعلوم أن استحقاق أحدهما أمارة لاستحقاق الآخر.

ثم نقول: متى لم تعرف الله بصفاته وأنه قادر على مجازاتك على القبيح بالعقاب كنت إلى فعل القبيح أقرب ومن تركه أبعد، وإذا عرفته تكون من فعل القبيح أبعد وإلى فعل الواجب أقرب، فيجب عليك حينئذ النظر مع هذا التنبيه على ما ذكرناه. وكل خاطر يعارض هذا الخاطر ويؤثر فلا بد أن يمنع الله منه وما لا يعارضه ولا يؤثر فيه لا يجب المنع منه، لأن للعاقل طريقا إلى دفعه بعقله.

ومعرفة الله تعالى واجبة على كل مكلف، لأن ما هو لطف للمكلف من العلم باستحقاق الثواب والعقاب لا يتم إلا بها، وذلك عام في جميع المكلفين، فيجب أن يكون معرفته واجبة على كل مكلف.

وإنما قلنا أن اللطف في التكلف لا يتم إلا معها لأن من المعلوم ضرورة أن من

Страница 99