44

Эль-Имам би-Хукм аль-Кираа Хальф аль-Имам ва аль-Джаваб ама Ихтиджя би-ль-Бухари

الإلمام بحكم القراءة خلف الإمام والجواب عما احتج به البخاري

Издатель

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ومكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي

Издание

الأولى

Год публикации

1408 AH

Место издания

القاهرة وجيزة

وكان يقرأ خلف الإمام. وعلى هذا فقوله إن كان قاله، أو قول أصحابه الذين نقلوا عنه كالأسود: «وددت أن الذي يقرأ خلف الإمام مليء فوه رضفاً، أو تبناً، أو تراباً» يتناول من قرأ وهو يسمع الإمام يقرأ، فترك ما أمر به من الإنصات والاستماع، وهذا هو الذي يتناوله قول سعد إن كان قاله: «وددت أن في فيه جمراً» لا سيما إذا نازع الإمام القراءة، بأن يكون الإمام أو من يسمع قراءة الإمام يسمع حسه، فيكون ممن قال النبي ﷺ فيه: «مالي أنازع القرآن» وقال فيه: «علمت أن بعضكم خالجنيها» وكذلك لو قرأ في السر، ورفع صوته بحيث يخالج الإمام وينازعه، أو يخالج وينازع غيره من المأمومين، لكان مسيئاً في ذلك.

وقول حماد بن سلمة وغيره: «وددت أنه مليء فوه سكراً» إذا قرأ حيث يستحب له القراءة، لقراءته خلف الإمام في صلاة السر وكذلك ما نقل عن زيد بن ثابت أنه قال: «من قرأ خلف الإمام فلا صلاة له» يتناول من ترك ما أمر به، وفعل ما نهي عنه. فقرأ وهو يسمع قراءة الإمام، وفي بطلان صلاة هذا وجهان في مذهب أحمد، ومن قال هذا من السلف من صحابي أو تابعي، فقد يريد به معنى صحيحاً. كما في قول النبي ﷺ: «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتخلص إلى جلده فتحرق ثيابه، خير له من أن يجلس على قبر»

فمن اعتقد أن قراءته حال استماع إمامه معصية لله ورسوله، ترك بها ما أمره الله، وفعل ما نهى الله عنه، جاز أن يقول؛ لأن يحصل بفيه شيء يؤذيه فيمنعه عن المعصية خير له من أن يفعل ما نهى عنه، كما قد يقال لمن

(١) أخرجه مسلم (٣ / ٦٢) وأبو داود (٣٢٢٩) والترمذي (١٠٥٠) والنسائي (٢ / ٦٧)، (٤ / ٩٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

44