حمار؟! "(١) فإنه متبع للإمام فكيف يسابقه ؟ ! ولهذا ضرب عمر من فعل ذلك ، وقال : لا وحدك صليت ، ولا بإمامك اقتديت . وأمر إذا رفع رأسه سهواً أن يعود فيتخلف بقدر ما سبق به الإمام ، وقد نص أحمد وغيره على ذلك ، وذكر هو وغيره الآثار في ذلك عن الصحابة .
فيقول النبي ﷺ: (( من صلى صلاة فلم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)) وفي تمامه - فقلت يا أبا هريرة ! إني أكون أحياناً وراء الإمام ، قال : اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت النبي ﷺ يقول: ((قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)) الحديث إلى آخره . وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه (٢) .
والبخاري احتج به في هذا المصنف - وإن كان لم يخرجه في صحيحه على عادته في مثل ذلك ، وإسناده المشهور الذي رواه مسلم حديث العلاء عن ابن السائب عن أبي هريرة ، وبعضهم يقول : عن أبيه عن أبي هريرة ، ورواه من حديث عائذ ، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
قال البخاري : ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا محمد بن اسحق ، ثنا يحيى بن عباد ، عن أبيه ، عن عائشة : سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)) (٣)، قال
(١) أخرجه البخاري (٢ / ١٨٢) ومسلم (٢ / ٢٨) وأبو داود (٦٦٣) والترمذي (٥٨٢) وابن ماجه (٩٦١) وأحمد (٢ / ٢٦٠ مرتين، ٢٧١، ٤٢٥، ٤٥٦، ٤٦٩، ٤٧٢، ٥٠٤) والطبراني في الصغير (١/ ١١٠) والنسائي (٢ / ٩٦) وعبد الرزاق (٣٧٥١) والحميدي (٩٨٩) بلفظ إن الذي يرفع رأسه ، ويخفضه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان) وابن حبان (٥٠٤) بلفظ ( أن يحول الله رأسه رأس كلب ) . كلهم عن أبي هريرة رضى الله عنه .
(٢) سبق تخريجه .
(٣) في جزئه (٢٩، ٢٤، ٦٢) وأحمد في المسند (٦ / ١٤٢، ٢٧٥) والطبراني في الصغير (١ / ٩٣) والبيهقي في جزء القراءة (٩٠ ، ٩٢) وأخرجه (٩١) بلفظ ( كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء فهي خداج) وابن ماجه (٨٤٠) وقال في الزوائد : إسناده حسن .