249

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Издатель

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٣هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

المطلب الثاني
من مواقف الحسن البصري ﵀ للحسن البصري (١) ﵀ مواقف حكيمة في دعوته إلى الله ﷿، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
١ - موقفه مع الحجاج بن يوسف الثقفي:
من حكمة الحسن أنه لا يرى الخروج على الأئمة العُصاة من المسلمين، فقد جاء جماعة من المسلمين إلى الحسن البصري يستفتونه في الخروج على الحجاج، فقالوا: يا أبا سعيد، ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام. . . وفعل وفعل؟ فقال الحسن: أرى أن لا تقاتلوه؛ فإنها إن تك عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، وخرجوا من عند الحسن ولم يوافقوه، فخرجوا على الحجاج فقتلوا جميعًا (٢) ولهذا كان الحسن يقول: لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يفرج عنهم، ولكنهم يجزعون إلى السيف فيوكلون إليه، فوالله ما جاءوا بيوم خير قط (٣).
ومع ذلك كله فقد أراد الحجاج أن يقتل الحسن البصري مرارًا، ولكن الله عصمه منه. بعث الحجاج إلى الحسن مرة - وقد همّ به - فجاء الحسن إليه، فلما قام

(١) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبو سعيد مولى الأنصار، وأمه خيرة مولاة أم سلمة أم المؤمنين ﵂، وأبو الحسن يسار من سبي ميسان - وهي بين البصرة وواسط - سكن المدينة، وأعتقَ وتزوج بها في خلافة عمر، فولد له بها الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر ﵁، وتوفي الحسن سنة ١١٠ هـ وكان عمره ٨٨ سنة ﵀. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٤/ ٥٦٣ - ٥٨٧، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢/ ٢٣١.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ٧/ ١٦٣ - ١٦٥، والبداية والنهاية لابن كثير ٩/ ١٣٥.
(٣) انظر: طبقات ابن سعد ٧/ ١٦٤.

1 / 268