212

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Издатель

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

المطلب الثالث
مواقف عثمان بن عفان ﵁
لعثمان ﵁ مواقف حكيمة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
١ - إنفاقه الأموال العظيمة الكثيرة في سبيل الله تعالى
كان عثمان ﵁ من الأغنياء الذين أغناهم الله ﷿، وكان صاحب تجارة وأموال طائلة؛ ولكنه استخدم هذه الأموال في طاعة الله ﷿، ابتغاء مرضاته وما عنده، وصار سبّاقًا لكل خير، ينفق ولا يخشى الفقر.
ومما أنفقه ﵁ من نفقاته الكثيرة على سبيل المثال ما يأتي:
(أ) عندما قدم النبي ﷺ المدينة المنورة وجد أن الماء العذب قليل، وليس بالمدينة ما يستعذب غير بئر رومة، فقال رسول الله ﷺ: «من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة» (١).
وقال ﷺ: «من حفر بئر رومة فله الجنة» (٢) وقد كانت رومة قبل قدوم النبي ﷺ المدينة لا يشرب منها أحد إلا بثمن، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي ﷺ: «تبيعنيها بعين في الجنة؟ " فقال: يا رسول الله! ليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان ﵁ فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم،

(١) النسائي في كتاب الوصايا، باب وقف المساجد ٦/ ٢٣٥، وانظر: صحيح النسائي ٢/ ٧٦٦، وأخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب عثمان ﵁ ٥/ ٦٢٧، وانظر: صحيح الترمذي ٣/ ٢٠٩، وتحفة الأحوذي ١٠/ ١٩٦، وفتح الباري ٧/ ٥٤.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب الوصايا، باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا، ٥/ ٤٠٧، ٧/ ٥٢، ٨/ ١١١، وانظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٥١.

1 / 230