الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Саид бин Вахф аль-Кахтани d. 1440 AH
135

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Издатель

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

يصده ذلك عن دينه، والله ليُتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (١) وهكذا اشتد أذى قريش على رسول الله ﷺ وعلى أصحابه، وما ذلك كله إلا من أجل إعلاء كلمة الله، والصدع بالحق، والثبات عليه، والدعوة إلى التوحيد الخالص، ونبذ عادات الجاهلية وخرافاتها ووثنيتها. ٦ - لقي النبي ﷺ أشد الأذى، ووصل الأمر إلى تغيير اسمه ﷺ احتقارًا له ولدينه، وحسدًا وبغضًا له، فقد كان المشركون من قريش من شدة كراهتهم للنبي ﷺ لا يسمون باسمه الدال على المدح فيعدلون إلى ضده، فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم، ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره بحمد الله تعالى (٢). قال ﷺ: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟! يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد» (٣). والنبي ﷺ له خمسة أسماء ليس منها مُذَممًا (٤). جاءت أم جميل زوجة أبي لهب - حين سمعت ما أنزل الله فيها وفي زوجها من القرآن- إلى رسول الله ﷺ وهو جالس في المسجد عند الكعبة،

(١) البخاري مع الفتح في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام ٦/ ٦١٩، وفي كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي ﷺ وأصحابه من المشركين بمكة ٧|١٦٤، وفي كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ١٢/ ٣١٥، واللفظ من كتاب الإكراه، وما بين المعكوفين من مناقب الأنصار. (٢) انظر: فتح الباري ٦/ ٥٥٨. (٣) البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ ٦/ ٥٥٤. (٤) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ ٦/ ٥٥٤.

1 / 151