حديث и передатчики
الحديث والمحدثون
Номер издания
الأولى ١٣٧٨ هـ
Год публикации
١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية
Жанры
أو الأمر المطلق بما ينفي الوجوب أو الحقيقة بما يدل على المجاز، إلى غير ذلك من أنواع التعارض.
٦- أن يبلغه الحديث، ولكنه يرى نسخه بدليل آخر، ومن أمثلة ذلك حديث شداد بن أوس، وغيره أن رسول الله ﷺ قال: "أفطر الحاجم والمحجوم"، بين الشافعي ﵀ أن هذا الحديث منسوخ بحديث ابن عباس أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم، وذلك أنه روي في حديث شداد، أنه كان مع النبي ﷺ زمان الفتح، فرأى رجلا يحتجم في شهر رمضان فقال: "أفطر الحاجم والمحجوم"، وروي في حديث ابن عباس أنه ﷺ احتجم وهو محرم صائم، فبان بذلك أن الأول كان زمن الفتح في سنة ثمان من الهجرة، وأن الثاني كان في حجة الوداع سنة عشر، ومن الأمثلة أيضا حديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة، فإنه منسوخ بدليل الإجماع على ترك العمل به.
وهذا وفي كثير من الأحاديث، يجوز أن يكون للإمام حجة في ترك العمل بالحديث، لم نطلع نحن عليها؛ فإن مدارك العلم واسعة، ولم نطلع نحن على جميع ما في بواطن العلماء، والعالم قد يبدي حجته وقد لا يبديها، وإذا أبداها فقد تبلغنا وقد لا تبلغ، وإذا بلغتنا فقد ندرك موضع احتجاجه وقد لا ندركه، سواء أكانت الحجة صوابا في نفس الأمر أم لا، وقد ذكرنا أمثلة بارزة من أعذارهم في ترك العمل ببعض الأحاديث، وأنه لا يعد طعنا منهم في السنة، أو قصورا في العلم، وجماع هذه الأعذار ثلاثة: "أحدها" عدم اعتقاده أن النبي ﷺ قال الحديث، "ثانيها" عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك الحديث، "ثالثها" اعتقاده أن ذلك
1 / 31