حديث и передатчики
الحديث والمحدثون
Номер издания
الأولى ١٣٧٨ هـ
Год публикации
١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية
Жанры
من أن السنة بأقسامها وحي من الله سبحانه، ثم إن ذلك لا يسلبه ﷺ شيئا من خصائصه ومزاياه، كما قيل: بل يؤكدها ويقررها.
الحديث القدسي، ومن أي أقسام الوحي هو؟
هناك طائفة من الأحاديث نقلت إلينا آحادا عنه ﷺ، مع إسنادها إلى الرب عز اسمه تعرف بالأحاديث القدسية، أو الإلهية أو الربانية، فهل هي من كلامه تعالى وقوله، أو هي من كلامه ﷺ ولفظه؟ وإذا كانت من كلامه تعالى أفيثبت لها خصائص القرآن الكريم أم لا؟ والجواب عن ذلك: أن للعلماء قولين في الأحاديث القدسية:
الأول: أنها من كلام الله تعالى، وليس للنبي ﷺ، إلا حكايتها عن ربه ﷿، وربما يستأنس لذلك بأمور:
١- أن هذه الأحاديث أضيفت إلى الله تعالى، فقيل: فيها قدسية وإلهية وربانية، فلو كان لفظها من عنده ﷺ لما كان لها فضل اختصاص بالإضافة إليه تعالى دون سائر أحاديثه ﷺ.
٢- وأنها اشتملت على ضمائر التكلم الخاصة به تعالى كقوله: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي"، وكقوله: "أصبح من عبادي مؤمن بي، وكافر بالكواكب".
٣- وأن هذه الأحاديث تروى عن الله تعالى متجاوزا بها النبي ﷺ، فتارة يقول الراوي: "قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه"، وتارة يقول الراوي: "قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله ﷺ"، فلو كان اللفظ من النبي ﷺ لانتهى بالرواية إليه كما هو الشأن في الأحاديث النبوية.
1 / 16