الحديث الموضوعي - جامعة المدينة
الحديث الموضوعي - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
إلى أضعاف كثيرة ما دامت هذه نيته، وأنه ابتغى بعمله هذا وجه الله تعالى وكان مخلصًا في نيته.
ومن فضل الله تعالى على عباده أن من هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله تعالى له حسنة كاملة، وإن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله تعالى له سيئة واحدة ما لم يتب، أو يستغفر، هذا عطاء الله، وهذا فضله، وهذه معاملته لعباده، يعاملهم بنياتهم، وهو ﷾ أعلم بنياتهم، وبما تنطوي عليه نفوسهم وقلوبهم.
روى الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- ومسلم -رحمه الله تعالى- بسندهما في (صحيحهما) عن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ﵄ عن رسول الله ﷺ فيما يروي عن ربه ﵎ قال: «إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها؛ كتبها الله ﵎ عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة» الحديث متفق عليه.
رواه البخاري في الجزء الحادي عشر ص ٢٧٧ وص٢٧٩ ومسلم حديث برقم ١٣١ وحتى يعلم المسلم أن المدار عند الله تعالى عند النية أن المسلمين إذا التقيا بسيفيهما فقتل أحدهما الآخر؛ أدخل الله ﷾ القاتل والمقتول النار؛ لأن النبي ﷺ بيَّنَ أن المقتول كان حريصًا على قتل أخيه الصحابة لما أخبروا أولًا بأن الله ﷾ يدخل القاتل والمقتول في النار استغربوا، فقال بعضهم: يا رسول الله، هذا هو القاتل، فما بال المقتول لِمَ يدخل النار؛ فبين ﷺ أن السبب في ذلك أن المقتول كان حريصًا على قتل صاحبه.
1 / 22