كذلك مما يميز هذا الكتاب هو أنه جمع بين المذاهب كلها إجمالاً، وجمع بين مذهبين بشكل تفصيلي، فالمنظومة التي شرحها ابن سلوم، والتي هي موضوع كتابه هذا، هي على المذهب الشافعي، وابن سلوم - رحمه الله - حنبلي المذهب، وهذا أمر يميز هذا الكتاب؛ لأن من عادة العلماء أنهم يشرحون كتب مذاهبهم وأئمتهم، ونادراً ما يأتي عالم ليشرح كتاباً أو مصنفاً على غير مذهبه، لكننا نرى هذا الأمر في هذا الكتاب؛ مما يعطيه أيضاً ميزة على بقية الكتب.

ومما يدل لأهمية هذا الكتاب ثناء العلماء عليه، وتقريظهم له، فقد قرظ هذا الكتاب الشيخ عبد العزيز بن صالح آل موسى، والشيخ صالح بن سيف العتيقي نثراً وشعراً، بخلاف تقريظ شيخه محمد بن عبد الله بن فيروز له أيضاً.

فمن تقريظ ابن فيروز له قوله في أبيات له^(١):

أعني بما ذكرتُه محمَّدا الولد المكرَّمَ المؤيَّدا

أي ابنَ سَلُّومِ أبا المكارم لا زالَ بالعلم أَتَمَّ قائم

إن شِئْتَ أن تعرفَ كُنْهَ قَدْرِهِ فانظرْ لما أبدى صحيحُ فكرِه

من دُرَرِ علقها في عنقٍ ما نظمَ البرهانُ ذو التحقُّقِ

ومن قول الشيخ عبد العزيز بن صالح في مدحه لهذا الكتاب^(٢):

((ولم أر فيها على اختلاف مصنفيها مثل هذا الشرح الذي انشرحت له القلوب والألباب، فإني سرحت الطرف في أبوابه وفصوله، وأجلت الفكر في ترتيب فروعه وأصوله، فرأيته شرحاً لم ينسج على منواله، ولا سمحت قريحة بمثاله)).