الفتاوى - محمد الأمين الشنقيطي
الفتاوى - محمد الأمين الشنقيطي
Исследователь
سليمان بن عبد الله العمير
Издатель
دار عطاءات العلم (الرياض)
Номер издания
الخامسة
Год публикации
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
Место издания
دار ابن حزم (بيروت)
Жанры
[الأنفال: ٢] ولم يقل: وجلت أدمغتهم، والطمأنينة والخوف عند ذكر الله كلاهما إنما يحصل بالفهم والإدراك، وقد صرحت الآيات المذكورة بأن محل ذلك القلب لا الدماغ، وبين في آيات كثيرة أن الذي يدرك الخطر فيخاف منه هو القلب الذي هو محل العقل لا الدماغ، كقوله تعالى: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ الآية [الأحزاب: ١٠]، (وقوله) [١] تعالى: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨)﴾ الآية [النازعات: ٨]، وإن كان الخوف تظهر آثاره على الإنسان. وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [الأعراف: ١٠٠] ولم يقل: (ونطبع) [٢] على أدمغتهم، وقال تعالى: ﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا﴾ الآية [الكهف: ١٤]، وقال تعالى: ﴿إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا﴾ [القصص: ١٠] والآيتان المذكورتان فيهما [من] [٣] الدلالة على أن محل إدراك الخطر المسبب للخوف هو القلب كما ترى لا الدماغ.
والآيات الواردة في الطبع على القلوب متعددة، كقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ الآية [المنافقون: ٣]، ولم يقل: فطبع على أدمغتهم، (وكقوله) [٤] تعالى: ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ الآية [التوبة: ٩٣]، ولم يقل: على أدمغتهم، وقال تعالى: ﴿إلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ الآية [النحل: ١٠٦]، والطمأنينة بالإيمان إنما تحصل بإدراك فضل الإيمان وحسن نتائجه وعواقبه، وقد صرح في هذه الآية بإسناد ذلك الاطمئنان إلى القلب الذي هو محل العقل الذي هو أداة النفس في الإدراك، ولم يقل ودماغه مطمئن بالإيمان.
وقال تعالى: ﴿قَالتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: ١٤] ولم يقل: في أدمغتكم، وقال
_________
[١] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): وكقوله.
[٢] قال معد الكتاب للشاملة: غير موجودة في (أ).
[٣] قال معد الكتاب للشاملة: زيادة من (أ).
[٤] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): وقوله.
1 / 28