28

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

Редактор

حسين الجمل

Издатель

دار ابن الجوزي

Год публикации

1411 AH

Место издания

المملكة العربية السعودية

قال الله تعالى: ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ﴾ [ الحجرات : ١٥ ].

وقال: ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ إلى قوله: ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ [ الأنفال : ٢ - ٤ ] .

وقال: ﴿ فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ﴾ [ آل عمران: ١٧٣ ].

وقال: ﴿ ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ﴾ [ الفتح : ٤ ] .

وقال: ﴿ فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون ﴾ [ التوبة : ١٢٤ ] .

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الإِيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»(١).

وقال لوفد عبد القيس: «آمركم بالإِيمان بالله. أتدرون ما الإِيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن تؤدوا خُمس ما غنمتم»(٢). وأجمع السلف أن الإِيمان قول وعمل يزيد وينقص، ومعنى ذلك أنه قول القلب وعمل القلب، ثم قول اللسان وعمل الجوارح.

فأما قول القلب فهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويدخل فيه الإِيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ثم الناس في هذا على أقسام: منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل، ومنهم من صدق جملة وتفصيلاً، ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق، ومنهم من يغفل عنه ويذهل، ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من النور والإِيمان، ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة

(١) رواه البخاري (٩/١) ومسلم (٥٣) وسياقه أتم.

(٢) رواه البخاري (٢١/١) ومسلم (١٧) عن ابن عباس مطولاً

28