من يشاء ويقبضه على من يشاء، وفي آيات أخر ذكر الأسباب التي ينال بها رزقه؛ مثل قوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: ٣) .
وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (الطلاق: ٤) .
كما ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: " من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له أجله فليصل رحمه "١.
وكذلك الأسباب المادية، مثل قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك:١٥)
١ البخاري (٥٩٨٦) ومسلم (٥٥٧) (٢١) من حديث أنس بن مالك ﵁ وراجع شرح المصنف للحديث في بهجة قلوب الأبرار ص (٣١٦-٣١٨) بتحقيقنا.
جميع المطالب الدنيوية والأخروية جعل لها أسبابا متى سلكها الإنسان حصل له مطلوبه
وجميع المطالب الدنيوية والأخروية، جعل لها أسبابا متى سلكها الإنسان حصل له مطلوبه؛ وقد جمع النبي ﷺ ذلك، في كلمة واحدة فقال: " احرص على ما ينفعك واستعن بالله "٢.
فقوله: " احرص على ما ينفعك " أي: في دينك ودنياك، واسلك كل طريق يوصلك إلى هذه المنفعة. ولكن لا تتكل على حولك وقوتك بل توكل على الله، واستعن به. فمن فعل ذلك: فهو عنوان سعادته ونجاحه؛ وإلا فلا يلم العبد إلا نفسه.
١ جزء من حديث رواه مسلم (٢٦٦٤) (٣٤) من حديث أبي هريرة ﵁. وراجع شرح المصنف للحديث في بهجة قلوب الأبرار ص (٥١-٦٠) .