الدخيل في التفسير - جامعة المدينة

Международный университет Медины d. Unknown
84

الدخيل في التفسير - جامعة المدينة

الدخيل في التفسير - جامعة المدينة

Издатель

جامعة المدينة العالمية

Жанры

بمجادلته ومناظرته إفحام بعض المسلمين العوام ببراهين كاذبة من الإسرائيليات، ومن هذه البراهين الإسرائيلية دس َ هذه القصة الكاذبة مقارنًا إي َّ اها بما ن ُ سب كذبًا وبهتانًا إلى داود ﵇ من أنه تخلص من أوريا بعدما أحب زوجته حتى ق ُ تل وتزوجها. كل ذلك دس ٌّ رخيص على رسل الله -عليهم الصلاة والسلام. نقول توضيحًا في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ الخصوم فسروا هذه العبارة بأن الذي كان يخفيه في نفسه هو حب زينب، ورغبته الأكيدة في طلاقها من زيد؛ ليتزوجها بعده. وهذا كذب على رسول الله ﷺ تفسير خطأ عظيم، وخروج بالآية عن معناها الحقيقي، وتحميل لها بما لا تحتمله. والتفسير الصحيح لقوله: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾ هو ما ذكرته الآية بعد ذلك، والبيان: أي: وتخفي ما أعلمك الله به من قبل من أن زيدًا سيطلقها وأنك ستتزوجها بعدها؛ هدمًا لظاهرة التبني، وتشريعًا للأمة أن زوجة المتبنا ة لا تحرم إذا ط لقها المتبن ى؛ لأ نه ليس ابنًا حقيق يًّ اللإنسان، وهذا: ﴿لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾. لماذا أخفى النبي ذلك؟ مراعاةً لشعور زيد؛ حياءً منه، مع أن الله - جل وعلا - سيبد ي هذا الأمر لا محالة، ويظهره إلى حيز الوجود، وإنما خشي النبي ﷺ من ملامة الناس لعدم علمهم أن يقولوا: إ ن محمدًا تزوج زوجة متبناه، فهذا الذي معنى الآية: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ أي: تخشى الناس أن يقولوا تزوج محمد زوجة ابنه. ﴿وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ فهو الذي بيده الخلق والأمر، وهو الذي شرع لك ما أوحى به إليك في هذا الموضوع، فلا

1 / 98