189

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Редактор

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Издатель

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Жанры

أَجْمَعِينَ (٧٧)﴾ قيل: مَنَعْناهُ من القوم الذين كذَّبوا بآياتنا (^١)، وقيل: "مِن" هاهنا بمعنى "عَلَى" (^٢) أي: ونصرناه على القوم، نَصْب "أجمعين" لأنه توكيدٌ للمضمر، وهو الهاء والميم، وهما في موضع نصب.
قوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾؛ أي: واذكُرْ يا محمدُ داودَ وسليمانَ ﴿إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ قيل: كان الحرث زرعًا، وقيل: كان كَرْمًا قد نَبَتَتْ عناقيدُهُ وتَدَلَّتْ ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾؛ أي: رَعَتْهُ ليلًا فأفسدته، والنَّفَشُ: بالليل، والهَمَلُ: بالنهار، وهما الرَّعْيُ بلا راعٍ.
"ولم ينصرفْ داودُ لأنه اسمٌ أعجميٌّ لا يَحسُن فيه الألف واللام، ولم ينصرف سُليمانُ لأنّ في آخِره ألفا ونونًا زائدتَيْن" (^٣).
قوله: ﴿وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨)﴾ يعني: داودَ وسُليمانَ وأصحابَ الغنم وصاحبَ الكَرْم (^٤)، وقال الفراء (^٥): إنما جَمَع اثنَيْنِ فقال: ﴿لِحُكْمِهِمْ﴾

(^١) هذا على رأي البصريين، وهو أن ﴿نَصَرْنَا﴾ ضُمِّنَ معنى "مَنَعْنا"، لأنهم لا يجيزون نيابة حروف الخفض بعضها عن بعض، ينظر: الكشاف ١/ ٥٧٩، التبيان للعكبري ص ٩٢٣، البحر المحيط ٦/ ٣٠٦، المساعد ٢/ ٢٤٨، الدر المصون ٥/ ١٠١.
(^٢) هذا على رأي الكوفيين والأخفش وابن قتيبة وكثير من المتأخرين في أن حروف الخفض ينوب بعضها عن بعف، ينظر: معاني القرآن للأخفش ص ٤٦، تأويل مشكل القرآن ص ٥٧٧، تفسير القرطبي ١١/ ٣٠٧، البحر المحيط ٦/ ٣٠٦، المساعد ٢/ ٢٤٨، وقد قرأ أُبَيٌّ: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾، مفاتيح الغيب ٢٢/ ١٩٤.
(^٣) من أول قوله: "وَلَمْ ينصرف داود" إلى هنا قاله النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٧٥.
(^٤) أي: أن الضمير عائد إلى جمع، وهذا رأي الطبري والكرمانِي، ينظر: جامع البيان ١٧/ ٦٧، غرائب التفسير وعجائب التأويل للكرمانِي ١/ ٧٤٤، وينظر أيضًا: الكشاف ١/ ٥٧٩، زاد المسير ٥/ ٣٧١.
(^٥) معاني القرآن ٢/ ٢٠٨.

1 / 197