البستان في إعراب مشكلات القرآن
البستان في إعراب مشكلات القرآن
Редактор
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
Издатель
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Жанры
أَجْمَعِينَ (٧٧)﴾ قيل: مَنَعْناهُ من القوم الذين كذَّبوا بآياتنا (^١)، وقيل: "مِن" هاهنا بمعنى "عَلَى" (^٢) أي: ونصرناه على القوم، نَصْب "أجمعين" لأنه توكيدٌ للمضمر، وهو الهاء والميم، وهما في موضع نصب.
قوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾؛ أي: واذكُرْ يا محمدُ داودَ وسليمانَ ﴿إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ قيل: كان الحرث زرعًا، وقيل: كان كَرْمًا قد نَبَتَتْ عناقيدُهُ وتَدَلَّتْ ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾؛ أي: رَعَتْهُ ليلًا فأفسدته، والنَّفَشُ: بالليل، والهَمَلُ: بالنهار، وهما الرَّعْيُ بلا راعٍ.
"ولم ينصرفْ داودُ لأنه اسمٌ أعجميٌّ لا يَحسُن فيه الألف واللام، ولم ينصرف سُليمانُ لأنّ في آخِره ألفا ونونًا زائدتَيْن" (^٣).
قوله: ﴿وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨)﴾ يعني: داودَ وسُليمانَ وأصحابَ الغنم وصاحبَ الكَرْم (^٤)، وقال الفراء (^٥): إنما جَمَع اثنَيْنِ فقال: ﴿لِحُكْمِهِمْ﴾
(^١) هذا على رأي البصريين، وهو أن ﴿نَصَرْنَا﴾ ضُمِّنَ معنى "مَنَعْنا"، لأنهم لا يجيزون نيابة حروف الخفض بعضها عن بعض، ينظر: الكشاف ١/ ٥٧٩، التبيان للعكبري ص ٩٢٣، البحر المحيط ٦/ ٣٠٦، المساعد ٢/ ٢٤٨، الدر المصون ٥/ ١٠١.
(^٢) هذا على رأي الكوفيين والأخفش وابن قتيبة وكثير من المتأخرين في أن حروف الخفض ينوب بعضها عن بعف، ينظر: معاني القرآن للأخفش ص ٤٦، تأويل مشكل القرآن ص ٥٧٧، تفسير القرطبي ١١/ ٣٠٧، البحر المحيط ٦/ ٣٠٦، المساعد ٢/ ٢٤٨، وقد قرأ أُبَيٌّ: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾، مفاتيح الغيب ٢٢/ ١٩٤.
(^٣) من أول قوله: "وَلَمْ ينصرف داود" إلى هنا قاله النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٧٥.
(^٤) أي: أن الضمير عائد إلى جمع، وهذا رأي الطبري والكرمانِي، ينظر: جامع البيان ١٧/ ٦٧، غرائب التفسير وعجائب التأويل للكرمانِي ١/ ٧٤٤، وينظر أيضًا: الكشاف ١/ ٥٧٩، زاد المسير ٥/ ٣٧١.
(^٥) معاني القرآن ٢/ ٢٠٨.
1 / 197