البستان في إعراب مشكلات القرآن
البستان في إعراب مشكلات القرآن
Редактор
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
Издатель
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Жанры
وهو نصبٌ على الحال (^١)، و﴿وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)﴾ عطفٌ عليه؛ أي: أنهم يذكرونه، ويعملون بما فيه، ويتَّعظون بمواعظه، وقيل (^٢): هو من صفة التوراة، مثلَ قوله: ﴿فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ (^٣)، والمعنى: أنهم استضاءُوا بها حتى اهتدَوْا في دينهم، وقيل (^٤): معناه: وجَعَلناها ضياءً، وأراد بالفُرقان: فَرْق البحر أو النَّصر أو اليد أو التوراة.
قوله تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧)﴾ الكيد: المكر، يقال: كادَهُ يَكِيدُهُ كَيْدًا ومَكِيدةً، والمكرُ هو: الاحتيال والخديعة، ونصب "مُدْبِرِينَ" على الحال.
قوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ﴾ يعني: الأصنام ﴿جُذَاذًا﴾ الجَذُّ: القَطْعُ والكَسْرُ، والجُذاذُ: قِطَعُ ما كُسِّرَ، الواحدة: جُذاذةٌ، وهو مثل الحُطامِ والرُّفاتِ والدُّقاقِ، وقَرَأ الكِسائيُّ بكسر الجيم (^٥) على أنه جَمْعُ جَذِيذٍ، مثل: ثقيل وثِقالٍ، وخفيف
= إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٧٢، ٧٣، الإنصاف ص ٤٥٦، شرح الكافية للرضي ٤/ ٤١٦، ٤١٧، خزانة الأدب ١١/ ٤٣ - ٤٥.
(^١) هذا على أن الواو زائدة، وأما على مذهب البصريين قالواو عاطفة، و﴿ضِيَاءً﴾ معطوف على ﴿الْفُرْقَانَ﴾ الذي هو مفعول ثانٍ لـ ﴿آتَيْنَا﴾، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٥، البيان للأنباري ٢/ ١٦٣، الدر المصون ٥/ ٩١.
(^٢) قاله الواحدي في الوسيط ٣/ ٢٤١، وهذا راجع إلى رأي البصريين في أن الواو عاطفة، ومعنى قوله: "هو من صفة التوراة" أنه من باب عطف الصفات، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، ٣٩٥، وقال السمين الحلبي: "يجوز أن يكون من باب عطف الصفات، فالمراد به شيء واحد، أي: آتيناه الجامع بين هذه الأشياء". الدر المصون ٥/ ٩١.
(^٣) المائدة ٤٤.
(^٤) أي: أن ﴿ضِيَاءً﴾ مفعول بفعل محذوف، وهذا أيضًا يتوجه على رأي البصريين.
(^٥) وبها قرأ أيضًا الأعمشُ في روايةٍ عنه، وابنُ محيصن وابنُ مقسم وأبو حيوة وحميدٌ وابنُ =
1 / 194