186

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Редактор

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Издатель

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Жанры

وهو نصبٌ على الحال (^١)، و﴿وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)﴾ عطفٌ عليه؛ أي: أنهم يذكرونه، ويعملون بما فيه، ويتَّعظون بمواعظه، وقيل (^٢): هو من صفة التوراة، مثلَ قوله: ﴿فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ (^٣)، والمعنى: أنهم استضاءُوا بها حتى اهتدَوْا في دينهم، وقيل (^٤): معناه: وجَعَلناها ضياءً، وأراد بالفُرقان: فَرْق البحر أو النَّصر أو اليد أو التوراة.
قوله تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧)﴾ الكيد: المكر، يقال: كادَهُ يَكِيدُهُ كَيْدًا ومَكِيدةً، والمكرُ هو: الاحتيال والخديعة، ونصب "مُدْبِرِينَ" على الحال.
قوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ﴾ يعني: الأصنام ﴿جُذَاذًا﴾ الجَذُّ: القَطْعُ والكَسْرُ، والجُذاذُ: قِطَعُ ما كُسِّرَ، الواحدة: جُذاذةٌ، وهو مثل الحُطامِ والرُّفاتِ والدُّقاقِ، وقَرَأ الكِسائيُّ بكسر الجيم (^٥) على أنه جَمْعُ جَذِيذٍ، مثل: ثقيل وثِقالٍ، وخفيف

= إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٧٢، ٧٣، الإنصاف ص ٤٥٦، شرح الكافية للرضي ٤/ ٤١٦، ٤١٧، خزانة الأدب ١١/ ٤٣ - ٤٥.
(^١) هذا على أن الواو زائدة، وأما على مذهب البصريين قالواو عاطفة، و﴿ضِيَاءً﴾ معطوف على ﴿الْفُرْقَانَ﴾ الذي هو مفعول ثانٍ لـ ﴿آتَيْنَا﴾، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٥، البيان للأنباري ٢/ ١٦٣، الدر المصون ٥/ ٩١.
(^٢) قاله الواحدي في الوسيط ٣/ ٢٤١، وهذا راجع إلى رأي البصريين في أن الواو عاطفة، ومعنى قوله: "هو من صفة التوراة" أنه من باب عطف الصفات، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، ٣٩٥، وقال السمين الحلبي: "يجوز أن يكون من باب عطف الصفات، فالمراد به شيء واحد، أي: آتيناه الجامع بين هذه الأشياء". الدر المصون ٥/ ٩١.
(^٣) المائدة ٤٤.
(^٤) أي: أن ﴿ضِيَاءً﴾ مفعول بفعل محذوف، وهذا أيضًا يتوجه على رأي البصريين.
(^٥) وبها قرأ أيضًا الأعمشُ في روايةٍ عنه، وابنُ محيصن وابنُ مقسم وأبو حيوة وحميدٌ وابنُ =

1 / 194