101

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Редактор

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Издатель

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Жанры

أمّا ابنُ كَيْسان فقد نَقَل عنه الجِبْلي في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (^١)، فقال (^٢): "و﴿ومَا﴾: في موضع رَفْع بـ ﴿سَاءَ﴾ عند سيبوَيْه (^٣)، و﴿كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾: صلةُ ﴿مَا﴾، والهاء محذوفةٌ أي: يَعْمَلُونَهُ، وقال الأخفش (^٤): ﴿مَا﴾: نكرةٌ في موضع نصب، و﴿كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ نَعْتُهُ، والهاء محذوفةٌ أيضًا من الصِّفة، وحذْفُها من الصِّلةِ أحسنُ، وهو جائزٌ من الصِّفة، وقال ابنُ كَيْسان (^٥): ﴿مَا﴾ والفعلُ: مصدرٌ في موضع رَفْع بـ ﴿سَاءَ﴾. فلا يُحتاجُ إلى هاءٍ محذوفةٍ على قوله".
وأمّا الزَّجّاجيُّ فمن المواضع التي نَقَلَ فيها الجِبْليُّ عنه:
١ - في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ (^٦)، قال الجِبْلي (^٧): "وإنّما رَفَع المصدرَ وهو النَّفخةُ لأنه لَمّا نَعَتَها أقامها مُقامَ المرفوع؛ لأنّ الرَّفع بالمصدر -إذا نُعِتَ- أحسَنُ؛ لأنه يَقْرُبُ من الاسم، والنَّصب جائزٌ، ومثله في الكلام: ضُرِبَ بِزَيْدٍ ضَرْبٌ شَدِيدٌ، فإذا لم يُنْعَت المصدرُ كان الوجهُ النَّصبَ وقَبُحَ الرَّفعُ، وذلك قولك: ضُرِبَ بِزَيْدٍ ضَرْبًا، وسِيرَ بِزَيْدٍ سَيْرًا". اهـ، وهذا الكلام بنصِّه تقريبًا قاله الزَّجّاجي في الجُمَل (^٨).

(^١) المنافقون ٢.
(^٢) البستان ٣/ ٤٢٤.
(^٣) أشار سيبويه إلى ذلك في كتابه ٣/ ١٥٦.
(^٤) معانِي القرآن ص ٣٧، ٣٨، ١٣٩.
(^٥) ينظر قوله في إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٢٤٨، ومشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٠، وغيرهما.
(^٦) الحاقة ١٣.
(^٧) البستان ٤/ ٤١.
(^٨) ص ٨١.

1 / 105