Драгоценный след в защиту Аиши, матери правоверных

Ахмад Махмуд аль-Шавабке d. Unknown
87

Драгоценный след в защиту Аиши, матери правоверных

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Издатель

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

عمان

Жанры

قائله، ومنهم مَنْ سارع إلى تكذيبه والإنكار على قائله، وهم السَّواد الأعظم. وقوله: ﴿هَذَا إِفْكٌ﴾ باسم الإشارة، يجسِّد المعنى ويجلِّيه ويبرزه في أبشع صورة ويحضره في ذهن السَّامع حسًّا، فكأنَّ الكذب ماثلٌ أمام أعينهم بما فيه من قبح وظلم بيِّن لا يليق بالمؤمنين، ولعلَّ ذلك سرُّ الإعراض عن الضَّمير، فلم يقل: (هو إفك)، وقد جاء ذكر حديث الإفك باسم الإشارة في موضعين آخرين للغرض نفسِه، فقد جاء في قوله: ﴿مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا﴾، وقوله: ﴿هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (١٦)﴾ لما في الإشارة إليه من تجسيد للمعنى، والله أعلم. ﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ﴾ هلّا جَاؤوا على ما زعموا مِن الإفك ﴿بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾ إنْ كانوا صادقين، والشَّهادة هذه مطلقة، وجاءت مقيَّدة في مثل قوله تعالى: ﴿مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ (٢٨٢)﴾ [البقرة] فليس المرادُ أربعةَ شهداء حتّى لو كانوا مجروحين، وإنَّما أربعة شهداء عدول. ﴿فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ﴾ الفاء: استئنافيَّة، وإذ: شرطيَّة، أي فإذا عجزوا عن الإتيان بأربعة شهداء ﴿فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ﴾ في حكمه وشريعته ﴿هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٣)﴾ لا غيرهم. وصيغة الحصر في جواب الشَّرط في قوله تعالى: ﴿فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ للمبالغة، وكأنَّ الكَذِبَ انْحَصَرَ فيهم. وضمير الفصل (هم) أفاد الاختصاص، فما يُنْسَبُ إلى المسند إليه ثابت له دون غيره، والمسند إليه هو المبتدأ (أولئك)، وما ينسب إليه هو الكذب.

1 / 87