134

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

Издатель

الجامعة الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Место издания

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Жанры

والعلو والظلم واستعباد الخلق ونحو ذلك ويدخل في هذا الشرك بالرب تعالى. . . وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب. . . وأما الشيطانية: فالتشبه بالشيطان في الحسد والبغى. . . والأمر بمعاصي اللَّه وتحسينها والنهي عن طاعة اللَّه وتهجينها، والابتداع في دينه والدعوة إلى البدع والضلال، وهذا النوع يلى النوع الأول في المفسدة" (^١)، وعند شرحه لقول مالك بن مغول: "الكبائر ذنوب أهل البدع، والسيئات ذنوب أهل السنة" قال ﵀: "يريد أن البدعة من الكبائر، وأنها أكبر من كبائر أهل السنة، فكبائر أهل السنة صغائر بالنسبة إلى البدع، وهذا معنى قول بعض السلف: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها" (^٢).
وهذا ما أشار إليه ابن مسعود ﵁ في الأثر السابق من كونه زين له سوء عمله، وأنه عامة الذي يهلك فيه من هلك من هذه الأمة، وبيّن علي ﵁ أن من المهلكات: ترك السنة، مفارقة الجماعة، قال شيخ الإسلام: "كان السلف يحذرون من هذين النوعين: من المبتدع في دينه، والفاجر في دنياه،

(^١) الجواب الكافي (٨٦)، وانظر (١٠٠) في أن هذا الترتيب عام وإلا فقد تكون البدعة أشد من الشرك، ومقارنته بين المشرك والملحد والمعطل، وجعل هذا الكلام مقدمة لما سيذكره من ترتب العقوبات على المعاصي والذنوب من العقوبات في الدنيا والآخرة، وانظر كتاب تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من الأخطار (١٠٢).
(^٢) مدارج السالكين (١/ ٣٥٠).

1 / 138