الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية
الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية
Издатель
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
Место издания
القاهرة - دار سبل السلام - الفيوم
Жанры
الأغصان الندية
شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية
تأليف
أبي أسماء محمد بن طه
تقديم فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري محمد الطاهر
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكليه دار العلوم جامعة الفيوم
دار سبل السلام
الفيوم
دار ابن حزم
القاهرة
1 / 1
دار ابن حزم
للطباعة والنشر والتوزيع
القاهرة
الطبعة الثانية
رقم الايداع: ٢١١٨٤/ ٢٠١٠
١٤٣٣ هـ / ٢٠١٢ م
دار سبل السلام
الفيوم
1 / 2
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ
مقدمة فضيلة الشيح وحيد عبد السلام بالي
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على عبد الله ورسوله محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن المسلم يحب رسول الله ويحاول أن يعرف كل شيء عن حياته ﷺ، ولن يتسنى له ذلك إلا بدراسة سنته والتعرف على سيرته ﷺ.
أهمية متن "الخلاصة البهية":
والذي دفعني لكتابة متن "الخلاصة البهية" في ترتيب أحداث السيرة النبوية أن بعض إخواننا من طلبة العلم قد يدرس تفصيلات السيرة ولا يضبط تاريخ الحوادث كالغزوات والسرايا ونحو ذلك، فأردت أن أضع لهم مختصرًا يعينهم على التصور الكلي لمواقف وأحداث السيرة قبل الدخول في تفصيلاتها؛ وليقوم الأشبال والمبتدئون جفظها في بداية الطلب؛ لتثبت أحداثها في أذهانهم.
وتكمن أهمية حفظ هذا المتن في أمور منها:
١ - معرفة تاريخ التشريع.
٢ - ضبط تواريخ الغزوات.
٣ - ضبط تواريخ السرايا.
1 / 3
٤ - ضبط تواريخ الوفود.
٥ - معرفة كُتَّاب النبي ﷺ وماذا كتبوا.
٦ - معرفة أمراؤه ﷺ والبلاد التي أَمَّرهم عليها.
٧ - معرفة رسله إلى ملوك الأرض والأماكن التي أرسلهم إليها.
٨ - معرفة مؤذنيه وأين أَذَّنوا.
٩ - معوفة كل زوجة من زوجاته ﵅ وفي أي شهر تزوجها ومتى توفيت.
١٠ - معرفة الناسخ والمنسوخ من الأحكام الشرعية التي لا تعرف إلا بالتاريخ.
أهمية شرح "الخلاصة البهية":
ولما كانت الخلاصة متنًا مختصرًا احتاجت إلى شرح يوضح مشكلاتها ويشرح أحداثها، فاستأذنني فضيلة الشيخ / محمَّد بن طه بن شعبان -حفظه الله- في شرحها، فرحبت بالفكرة، فلما نظرت في شرحه "الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية" وجدته شرحًا وافيًا قد عَلَّق على الأحداث تعليقًا جيدًا وذكر من أحاديث النبي ﷺ ما يناسب المقام، فجزاه الله جزاء المحسنين ورفع درجته في عليين.
وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الفقير إلى عفو ربه
وحيد بن عبد السلام بن بالي
مصر- كفر الشيخ- منشاة عباس
٤/ ٧/١٤٣١ هـ
1 / 4
مقدمة فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الباري محمد الطاهر
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير محمَّد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد:
فقد اطلعت على هذا المؤلَّف المعنون "الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية" للأخ محمَّد بن طه، حيث قام بالنظر المتأمل الواعي لمتن "الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية" للشيخ / وحيد بن عبد السلام بالي.
فوجدت الكتاب وافر العلم، دقيق العبارات، صائب الرؤى، مرتب الأفكار، شامل أغلب أحداث السيرة.
ومعلوم أن سيرة الرسول محمَّد ﷺ مَعِينٌ لا ينضب، وخير لا ينفد، وعطاء متواصل، وأن كل قلم يتعطر بالحديث عن سيرة الحبيب محمَّد ﷺ يزداد بهاء ونورًا وتشريفًا، وأن كل طالب علم يجتهد في السيرة النبوية؛ اطلاعًا، أو التزامًا، يوفَّق إلى الخير، ويقذف الله تعالى في قلبه حبه وحب رسوله ﷺ قَالَ تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١].
وما من شك أن الشيخ/ محمد طه قد بذل جهدًا مباركًا، أسأل الله تعالى أن يجزيه عليه خيرًا ويجزل له بهذا الجهد العطاء الوافر، والخير الزاخر.
وإن طالب علم بدايته في البحث والتأليف مع سيرة الحبيب- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -، لخليق أن يرقى في مدارج السالكين للحق، والقاصدين الطريق المستقيم، والقائمين بأمر الله على العبادة ببصيرة وفهم.
1 / 5
وأسأل الله تعالى أن يبارك كل الجهود، ويحفظ كل الأقلام التي تحمي عرين الإِسلام، وتدافع عن خاتم الأنبياء والمرسلين، وتتخذه قدوة ومثالًا، قَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)﴾ [الأحزاب: ٢١].
كتبه
أ. د/ عبد الباري محمَّد الطاهر
أستاذ التاريخ والحضارة الإِسلامية
كلية دار العلوم- جامعة الفيوم
٥/ ١١/١٤٣١هـ
1 / 6
مقدمة المؤلف
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صل على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء: ١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمَّد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
في ظل هذه الغربة التي نعيشها، وفي ظل حالة الضعف هذه التي سيطرت على المسلمين، والتي تكالب فيها أعداء الإِسلام على الإِسلام والمسلمين كما تكالب الأكلة على قصعتها، وأصبح الإِسلام يُضرب من كل مكان حتى ممن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بكلامنا ممن اختلطوا بالغرب وأشربوا منهم، فأصبحوا سهامًا مُصوَّبة للطعن في دين الله ﷿ ومن يحملونه، وأصبح
1 / 7
الرويبضة يتكلم في أمر العامة، وما ذلك إلا لأنهم قُدّموا في الوقت الذي أخّر فيه العلماء العاملون الربانيون، فلا يُسمع منهم ولا يُؤئبه لهم.
ثم إنه لا سبيل للخروج مما نحن فيه إلا باتباع الأوائل، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلى ما أصلح أولها.
ولن يتأتى ذلك الاتباع إلا بالعلم والتعلم، وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
واعلم أخي- حفظك الله- أن النبي ﷺ أخبرنا أن الله ﷿ لن ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العلماء، إنما ينتزعه- في آخر الزمان- بقبض العلماء، حتى إذا لم يجد الناس عالمًا اتخذوا رءوسًا جهالًا فسؤلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا ما نراه الآن يحدث بين أيدينا، فإن العالم من علمائنا يموت ولا نرى من يسد فراغه، إلا بقايا من أهل العلم تركهم الله ﷿ لنا نستنير بنورهم ونهتدي بهداهم، وهؤلاء وإن كانوا قلة، إلا أن بركتهم غزيرة والحمد لله.
فعليك- أخي الكريم- أن تبادر وتسارع في طلب العلم وأخذه عن العلماء، ولا تكْسل.
ولما كان طالب العلم في حاجة إلى دراسة سيرة الحبيب المصطفى ﷺ دراسة منهجية دقيقة؛ كي يتأسى به ﷺ، ويستمد من خلقه وأدبه ﷺ ورحمته بالعباد، وحلمه حتى مع غير المسلم.
أقول: لما كنا في حاجة إلى ذلك كله، قام فضيلة الشيخ/ وحيد بن عبد السلام بالي -حفظه الله- بوضع متن مختصر في سيرة الصادق المصدوق ﷺ، يعين طالب العلم على دراسة سيرة النبي ﷺ دراسة تفصيلية دقيقة، بحيث إنه إذا قام بحفظ المتن حفظًا جيدًا متينًا، ثم قام بعد ذلك بدراسة شرحه دراسة متأنية دقيقة، فإنه يكون حينها قد ألمَّ بسيرة النبي ﷺ إلمامًا واسعًا،
1 / 8
وأتقنها إتقانا كبيرًا نافعًا إن شاء الله تعالى.
وها هو أخي الكريم الشرح بين يديك، وإليك طريقتي في تصنيفه:
١ - قمت بشرح الحدث بما صح عن رسول الله ﷺ فيه، بحيث إنني أبحث في كتب السنة؛ فإن وقفت على حديث يشرح الحدث ويفصله اكتفيت به، وذكرته.
٢ - فإن لم يكن هذا، نظرت فيما ورد في كتب السيرة المشهورة، واتفق عليه أهل السير أو على الأقل أخذ به جمهورهم.
٣ - ثم إن كان الحديث الذي أذكره في "الصحيحين" أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليهما، وأما إن لم يكن فيهما أو في أحدهما، اجتهدت في عزوه إلى أغلب المصادر التي خرجته مع الاعتماد على تصحيح أو تحسين علماء الحديث له؛ كالشيخ الألباني، أو الشيخ أحمد شاكر - رحمهما الله تعالى.
فأسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله في ميزان حسناتي، وفي ميزان حسنات والديَّ وأهلي جميعًا وكل من ساعدني على إخراجه، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
وإني -إن شاء الله تعالى- مرحّب بكل ملاحظة ونقد، يصدر عن رويَّة ونظر، وليس عن تعصب وهويً، وراجع عن كل خطإٍ وقعت فيه في حياتي وبعد مماتي.
كتبه
أبو أسماء محمد بن طه
٤ من ربيع أول عام ١٤٣١هـ
الموافق ١٨ من فبراير عام ٢٠١٠ م
1 / 9
مراحل دراسة السيرة
المرحلة الأولي: مرحلة التأسيس:
يقوم الدارس فيها بحفظ متن مختصر وجامع لأحداث السيرة.
ونرشح في هذه المرحلة كتاب "الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة".
المرحلة الثانية: مرحلة التصور:
يقوم فيها بدراسة كتاب يهتم بالسرد التاريخي المسلسل لوقائع السيرة.
ونرشح في هذه المرحلة كتاب "الرحيق المختوم في سيرة النبي المعصوم ﷺ".
المرحلة الثالثة: مرحلة الدراسة والتحليل:
يقوم فيها بدراسة كتاب يتناول وقائع السيرة بالتحليل والاستنباط ونرشح في هذه المرحلة هذه الكتب بالترتيب:
- "هذا الحبيب يا محب".
- "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية".
- "زاد المعاد" لابن القيم.
المرحلة الرابعة: مرحلة التخصص:
يقوم فيها بدراسة كل غزوة أو سرية أو واقعة على حدة بالبحث والدراسة؛ وذلك بجمع المعلومات في الحادثة الواحدة من كل ما تطوله يده من المراجع.
1 / 10
في السيرة مثل:
١ - " مغازي الواقدي".
٢ - "السيرة لابن هشام".
٣ - "الطبقات الكبرى".
٤ - "تاريخ الطبري".
٥ - "الكامل في التاريخ".
٦ - "البداية والنهاية".
٧ - "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد".
وغير ذلك من المصادر التي ستجدها في هوامش هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
1 / 11
فضل النية الصالحة
إن السائر إلى الله تعالى يجتهد في ألا يعمل عملًا ولو مباحًا إلى بنية صالحة لكي يثاب عليه، فإن أكل استحضر له نية، وإن نام استحضر لذلك نية وكذلك إن باع أو اشترى، أو جالس إخوانه أو غير ذلك من الأعمال، وأعلى منه درجة من يستحضر للعمل الواحد عدة نوايا، فينال من الأجر والثواب على قدر نياته لقول النبي ﷺ: "وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (١).
حتى وإن لم يتمكن من تنفيذ بعض هذه النوايا لقول النبي ﷺ: "مَنْ هَمَّ بِحَسنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً" (٢).
ومن هذا المنطلق ينبغي أن تستحضر عدة نوايا صالحة لدراسة السيرة النبوية العطرة، وسوف أذكر لك ما يحضرني من النوايا في ذلك، ثم أترك لك المجال لتزيد على ذلك مما يفيضه الله عليك من النوايا الصالحة، فإنني لقلة علمي وتفريطي في جنب الله، تراني مقيد اليد، عييَّ اللسان في هذا الباب، فأسأل الله الكريم أن يطلق جوارحنا في طاعته، وأن يستعملنا في مرضاته.
_________
(١) متفق عليه.
(٢) متفق عليه.
1 / 12
النوايا التي ينويها المسلم عند دراسة السيرة
١ - ينوي التقرب إلى الله بدراسة هذا العلم الشرعي.
٢ - ينوي معرفة أحوال الرسول ﷺ ليقتدي به.
٣ - ينوي معرفة مواقف الرسول ﷺ ليزداد له حبًا.
٤ - ينوي معرفة معجزات الرسول ﷺ ليزداد إيمانًا.
٥ - ينوي الاطلاع على مواقف النبي ﷺ في البلاء ليزداد ثباتًا.
٦ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ كداعية إلى الله.
٧ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في معاملة المسلمين.
٨ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ كزوج في بيته.
٩ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في عبادة ربه.
١٠ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في حالة الغنى.
١١ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في حالة الفقر.
١٢ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في حالة الصحة.
١٣ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في حالة المرض.
١٤ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الطهارة والصلاة للاقتداء به.
١٥ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الجمعة والعيدين للاقتداء به.
١٦ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الكسوف والاستسقاء للاقتداء به.
١٧ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الجنائز والدفن للاقتداء به.
1 / 13
١٨ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الاستسقاء وصلاة الخوف للاقتداء به.
١٩ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الصيام والزكاة للاقتداء به.
٢٠ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الحج والعمرة للاقتداء به.
٢١ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الهدايا والأضاحي للاقتداء به.
٢٢ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في النكاح والطلاق للاقتداء به.
٢٣ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الطعام والشراب للاقتداء به.
٢٤ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في البيع والشراء للاقتداء به.
٢٥ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الإجارة والمسابقة للاقتداء به.
٢٦ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في العارية والوديعة للاقتداء به.
٢٧ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في اللقطة والهبة للاقتداء به.
٢٨ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في القصاص والديات للاقتداء به.
٢٩ - ينوي معرفة هدي النبي ﷺ في الأيمان والشهادات للاقتداء به.
٣٠ - ينوي الاقتداء بالنبي ﷺ في معاملة المعاندين والمنافقين.
٣١ - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في مواقفهم البطولية.
٣٢ - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في سرعة استجابتهم لأوامر الله تعالى.
٣٣ - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في سرعة استجابتهم لأوامر رسول الله ﷺ.
٣٤ - ينوي معرفة وقائع السيرة وما فيها من عبر وعظات.
1 / 14
٣٥ - ينوي معرفة حوادث السيرة وما يستنبط منها من أحكام فقهية.
٣٦ - ينوي معرفة المتقدم والمتأخر، والناسخ والمنسوخ من الأحكام.
٣٧ - ينوي الاطلاع على مناسبات الآيات التي نزلت في الغزوات ووقائع السيرة الأخرى.
٣٨ - ينوي الاطلاع على أحوال السابقين الأولين في حالة الاستضعاف للاقتداء بهم إذا حدث له ما يشابه ذلك.
٣٩ - ينوي الاطلاع على أحوال المجتمع الإِسلامي الأول من الإخاء والوفاء، والإيثار والتعاون، وصفاء القلوب ... ليقتدي بهم في ذلك.
٤٠ - ينوي الاطلاع على مواقف الصحابة الكرام في الغزوات والسرايا من الصبر والتحمل، والتضحية والفداء لهذا الدين ليقتدي بهم في ذلك.
٤١ - تنوي أن تزداد بهذا العلم لله خشية، لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨].
٤٢ - تنوي أن تزداد بهذا العلم عند الله رفعة لقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: ١١].
٤٣ - تنوي أن تحمل هذا العلم للناس، وتدعوهم للعمل بما فيه، لما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (١).
٤٤ - تنوي أن تتخذ هذا العلم وسيلة لتعليم الناس الخير، فتنال بذلك ثناء الله واستغفار الملائكة، وكذلك استغفار الكائنات، فقد روى الترمذي وحسنه
_________
(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢٦٧٤).
1 / 15
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ﵁ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ ﷺ: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُم". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ" (١).
٤٥ - تنوي أن تتخذ السيرة وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتكون من المفلحين، قَالَ تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤)﴾ [آل عمران: ١٠٤].
٤٦ - تنوي أن تتعاون مع إخوانك المسلمين في نقل السيرة إلى واقع عملي في الحياة.
٤٧ - تنوي أن تزداد حبًا للصحابة فتحشر في زمرتهم لقول النبي ﷺ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" (٢).
٤٨ - تنوي أن تتقن السيرة لترد على المشككين في رسالة سيد المرسلين ﷺ.
٤٩ - تنوي أن تُعلّم السيرة لزوجتك وأولادك، فيزدادون لله قربًا، وبالنبي ﷺ اقتداء، وللصحابة حبًا.
٥٠ - تنوي أن تعيش بروحك ووجدانك مع الرعيل الأول: "فإنهم القوم لايشقى بهم جليسهم" (٣).
_________
(١) حسن: أخرجه الترمذي (٢٦٨٥) وقال: حسن غريب صحيح.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري ومسلم.
(٣) حبذا لو تقرأ هذه النوايا قبل أن تبدأ في حفظ كل درس لتجدد النية، وربما يفيض الله عليك بنيات أخرى، فيكثر ثوابُك، ويعظم أجرُك: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى".
1 / 16
من المولد
إلى البعث
1 / 17
من المولد إلى المبعث
١ - نبينا ﷺ هو ابو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدٍّ بن عدنان
الشرح:
قوله: أبو القاسم: هذه كنيته ﷺ.
روى الحاكم في "مستدركه" أن النبي ﷺ قال: "أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم" (١).
والقاسم أكبر أبنائه- وقيل غير ذلك-.
قال ابن القيم:
مات طفلا، وقيل: عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة. اهـ (٢).
قوله محمد: وهذا اسمه ﷺ.
ومن أسمائه أيضًا أحمد:
قال تعالى حاكيًا عن عيسى بن مريم: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦].
_________
(١) صحيح: أخرجه الترمذي (٢٨٥٠)، وأحمد ٢/ ٤٣٣، وابن سعد ١/ ١٠٦، وأخرجه الحاكم (٤٢٤٣) عن أبي هريرة ﵁ وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (١٤٤٧)، "الصحيحة" (١٦٢٨).
(٢) "زاد المعاد" ١/ ١٠٠، ط. الرسالة.
1 / 19
وكذلك من أسمائه:
الماحي، والحاشر، والعاقب.
عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن النبي ﷺ قال: "أَنَا محَمَّدٌ، وَأنا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو الله بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عقبى، وَأَنَا الْعَاقِبُ" (١).
ومن أسمائه أيضًا ﷺ -:
المقفي (٢)، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة.
عَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ: "أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ" (٣).
ومن أسمائه: المتوكل
عَنْ عبد الله بن عَمْرِو بن الْعَاصِ ﵄ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي في الْقُرْاَنِ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥)﴾ [الأحزاب: ٤٥]. قَالَ في التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عبدي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا
_________
(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٣٥٣٢) كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسمائه ﷺ، ومسلم (٢٣٥٤) كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه ﷺ.
(٢) قال النووي: فقال شمر: هو بمعنى العاقب، وقال ابن الأعرابي: هو المتبع للأنبياء، يقال قفوته أقفوه إذا اتبعته. وقافية كل شيء آخره. اهـ. "شرح مسلم".
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٥٥)، وزاد الطبراني في "الأوسط" (٢٧١٦)، ونبي الملحمة، وصحح الألباني هذه الزيادة "صححِح الجامع" (١٤٧٣). ومعنى نبي الملحمة أي: نبي الحرب وسمي بذلك لحرصه على الجهاد.
1 / 20
غُلْفًا (١).
قال ابن القيم:
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
هذا وقد ذُكر للنبي-ﷺ أسماء كثيرة حتى أوصلها بعضهم إلى ألف اسم، أعرضنا عنها لضعف أدلتها وعدم ثبوتها.
قوله: ابن عبد الله بن عبد المطلب ... إلخ:
هذا القدر إلى عدنان هو المتفق عليه.
قال ابن القيم بعد ذكر نسبه ﷺ إلى عدنان:
إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة. اهـ (٢).
ووقع الخلاف فيما بين عدنان إلى إسماعيل، ثم فيما بين إسماعيل إلى آدم ﵉.
قال ابن القيم:
وما فوق عدنان مختلف فيه. اهـ (٣).
وقال ابن سعد:
الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل. اهـ (٤).
_________
(١) صحيح: أخرجه البخاري (٤٨٣٨) كتاب: "التفسير" تفسير سورة الفتح، باب: إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وأحمد ٢/ ١٧٤.
(٢) "زاد المعاد" ١/ ٧٠.
(٣) "زاد المعاد" ١/ ٧٠.
(٤) "الطبقات" ١/ ٥٨.
1 / 21