10

Ахлак ва Сияр

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Исследователь

بلا

Издатель

دار الآفاق الجديدة

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Место издания

بيروت

يضبون عَلَيْهَا من تمني الغلاء المهلك للنَّاس وللصغار وَمن لَا ذَنْب لَهُ وتمني أَشد الْبلَاء لمن يكرهونه وَقد علمُوا يَقِينا أَن تِلْكَ النيات الْفَاسِدَة لَا تعجل لَهُم شَيْئا مِمَّا يتمنونه أَو يُوجب كَونه وَأَنَّهُمْ لَو صفوا نياتهم وحسنوها لتعجلوا الرَّاحَة لأَنْفُسِهِمْ وتفرغوا بذلك لمصَالح أُمُورهم ولاقتنوا بذلك عَظِيم الْأجر فِي الْمعَاد من غير أَن يُؤَخر ذَلِك شَيْئا مِمَّا يريدونه أَو يمْنَع كَونه فَأَي غبن أعظم من هَذِه الْحَال الَّتِي نبهنا عَلَيْهَا وَأي سعد أعظم من الَّتِي دَعونَا إِلَيْهَا إِذا حققت مُدَّة الدُّنْيَا لم تجدها إِلَّا الْآن الَّذِي هُوَ فصل الزمانين فَقَط وَأما مَا مضى وَمَا لم يَأْتِ فمعدومان كَمَا لم يكن فَمن أضلّ مِمَّن يَبِيع بَاقِيا خَالِدا بِمدَّة هِيَ أقل من كرّ الطّرف إِذا نَام الْمَرْء خرج عَن الدُّنْيَا وَنسي كل سرُور وكل حزن فَلَو رتب نَفسه فِي يقظته على ذَلِك أَيْضا لسعد السَّعَادَة التَّامَّة من أَسَاءَ إِلَى أَهله وجيرانه فَهُوَ أسقطهم وَمن كافأ من أَسَاءَ إِلَيْهِ مِنْهُم فَهُوَ مثلهم وَمن لم يكافئهم بإساءتهم فَهُوَ سيدهم وَخَيرهمْ وأفضلهم

1 / 20