ومن مؤلفاته الهامة في الأخلاق كتاب «منهاج العابدين» وهو آخر مصنفاته، ولعل هذا السر فيما احتواه هذا الكتاب من مظاهر الضعف والاضطراب، وقد رأيت كيف اعتلت صحته بسبب العزلة. ونقل الزبيدي عن المسامرة لابن عربي أنه ليس له، وإنما هو لأبي الحسن علي بن عليل السبتي، وسترى بعد قليل ما زور باسم الغزالي من التآليف.
وهناك «التبر المسبوك في نصيحة الملوك»، كتبه للسلطان محمد بن ملكشاه، وعن هذا الكتاب أخذنا رأي الغزالي في آداب الكتابات وواجبات الملوك، وحقوق الوزراء. وسترى بعد كلمة في نسبة هذا الكتاب إلى الغزالي، وهو يقع في 124 صفحة وتجده مشحونا بالأقاصيص، وهي فكرة حسنة في الترغيب والترهيب، ولم يختص بها كتابه هذا، ولكنها فيه أظهر من سواه.
ولا تنس كتاب «المنقذ من الضلال» ففيه صورة صادقة لحياته العقلية، وهو يمثل وجهة نظره فيما شهده من الحركة العلمية في عصره ذاك، وقد كتبه بسذاجة ظاهرة تكشف لنا عن قلب أبيض، ونفس تجيش بالإخلاص.
وكتابه «المستصفى في الأصول» كان المرجع فيما كتبنا عن الحسن والقبيح، وهو كتاب قيم يدل على مبلغه من دقة الفهم، وحسن الأداء.
ورسالته «مشكاة الأنوار» تمثل لنا رأيه في منازل الناس بحسب قربهم أو بعدهم من فهم ما بني عليه العالم من دقائق الجمال، وقد توسع في شرح قوله تعالى:
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح
1
إلى آخر الآية.
ويعد الغزالي من أكبر المؤلفين حتى زعموا أن مؤلفاته قسمت على أيام حياته فخص كل يوم أربعة كراريس (!) وأهمها جميعا كما قدمنا هو كتاب الإحياء وهو سبب ما رزق من الخلود.
الفصل الأول
Неизвестная страница