233

Ахбар аль-заман ва ман абадаху аль-хидтан ва ага’иб аль-бульдан ва-ль-гамир би-аль-ма’ ва-ль-‘умран

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Жанры

История

قالت أعلمك كلاما تكتبه في قراطيس ، وتربطه في حجارة صغار ، فيدخل الرجال المصورون في مراكب صغار ، ومعهم القراطيس والانقاس في وسط النهار إلى موضع كذا من البحر ، ثم يقفون ويرمون القراطيس المكتوبة في الماء يمينا وشمالا ، ثم يمكثون ساعة فلا تبقى دابة إلا أتت ذلك الموضع ودارت وظهرت فوق الماء ، فيصور المصورون مثلها في تلك الراطيس ، ويتحرون التشبيه ما قدروا ، ويكثرون من تلك التصاوير ما أمكن ، ثم يخرجون وتمثل أمثال تلك الصور من الصفر والنحاس والحجارة وتنصب أمام البنيان بينه وبين البحر.

فان تلك الدواب إذا خرجت ورأت تلك الاشكال هربت ، فلم تعد إلى ذلك الموضع وعلمته الكلام حتى حفظه.

فسار الراعي أول الصباح إلى صاحبه فعرفه الخبر ، وكتب الكلام ، ففعل الملك ذلك فانقطعت تلك الدواب ، وتم البنيان ، فبنى المدينة وأتمها وأكملها.

وقال قوم من أصحاب التاريخ إن صاحب البناء والمعز هو جيرون المؤتفكي كان قصدهم قبل الوليد ، وأن الوليد أتاهم بعد حوريا فقهرهم وملك مصر.

وذكروا أن الأموال التي كانت مع جيرون نفدت كلها في تلك المدينة ولم يتم البنيان ، فأمر الراعي أن يسأل تلك الجارية عن كنوز قريبة منهم. فسألها فقالت إن في موضع كذا من المدينة التي خرجت ملعبا مستدبرا ، حوله سبعة أعمدة على رأس كل عمود تمثال صفر قائم ، فقرب لكل تمثال منها ثورا سمينا وألطخ العمود الذي تحته بدم الثور وبخره بشعرة من ذنبه وشيء من نحاتة قرنه وأظلافه ، وتقول هذا قربانك فأطلق لي ما عندك ، فإذا أنت فعلت ذلك فقس من كل عمود إلى الجهة التي يتوجه إليها وجه التمثال الذي فوقه مائة ذراع ، واحفر ، وليكن ذلك في امتلاء القصر واستقامة زحل ، فإنك تنتهي إذا نزلت خمسين ذراعا إلى بلاطة عظيمة فالطخها بمرارة الثور واقلمها

Страница 237