ابن القيم: [وذهب الصريخ بالمدينة إلى بني عمرو بن عوف فجاءت الإمدادات …، حتى انتهوا إلى رسول الله ﷺ بذي قرد، قال عبد المؤمن بن خلف: فاستنفذوا عشر لقاح، وأفلت القوم بما بقي وهو عشر] فعقب ابن القيم على قول الدمياطي هذا فقال:
[قلت: وهذا غلط بين، والذي في «الصحيحين»: أنهم استنقذوا اللقاح كلها ..] (^١).
وكذلك تعقب محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت ١١٢٢ هـ) الحافظ الدمياطي فقال: «زعم الدمياطي وأبو حيان النحوي أن حليمة السعدية مرضعة النبي ﷺ لم تسلم-مردود-فقد ألف الحافظ مغلطاي البكجري جزءا حافلا سماه: «التحفة الجسيمة في إثبات إسلام حليمة»، وارتضاه علماء عصره» (^٢).
وكذلك وهمه ابن حجر العسقلاني في شرح طويل عنده وقال: «وإذا تقرر جميع ذلك ظهر أن ابن جريج لم يهم كما جزم به الدمياطي ومن تبعه، وأن من وهمه هو الواهم والله أعلم» (^٣).
وفي مخطوطة «أخبار قبائل الخزرج» للحافظ الدمياطي نقل من أهل النسب والأخبار كابن الكلبي ومصعب الزبيري وابن سعد، في تراجم بعض الصحابة من الخزرج صفة النفاق عنهم! (^٤)، من دون أن يكون له تعقيب (^٥) عن مكانة ومنزلة وفضل صحابة رسول الله ﷺ الذي توفي وهو عنهم راض، وتشديده في الوصية بالأنصار خيرا، ﵃ أجمعين.
***
(^١) زاد المعاد (ج ٣ ص ٢٧٩).
(^٢) شرح المواهب اللدني للقسطلاني (ج ١ ص ٤١٤).
(^٣) فتح الباري، ك/التفسير، ب/ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ (ج ٨ ص ٩٣).
(^٤) انظر التحقيق التراجم: (١٧ - ٩٨ - ١٠٠ - ١٠٣ - ١٠٤ - ١٢١ - ١٢٩ - ١٣٠ - ١٣٦ - ٥٤٤ - ٥٨٩ - ٦٨٤)، واتفق عدد من الأئمة والحفاظ: أن جميع الصحابة ﵃ عدول، مثل: ابن عبد البر القرطبي، والخطيب البغدادي، وابن الصلاح، والجويني-إمام الحرمين-، والنووي، وابن كثير، والعراقي، وابن حجر، انظر: صحابة رسول الله ..، لعيادة الكبيسي، وقال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني: إن من عقيدة السلف وأصحاب الحديث: تطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم أو نقصا فيهم ..، انظر: مقدمة معرفة الصحابة لأبي نعيم، تحقيق/محمد راضي عثمان.
(^٥) عدا في موضع واحد (ص ٤٦٨)، وكان لفقد مقدمة هذه النسخة المخطوطة أثر في بيان نهجه وطريقته.