وفيه ثواثرت الأخبار بما صنعه حسن بن جعفر بمكة من إقامته الدعوة لأمير المؤمنين - عليه السلام - بعرفات وبسائر المقامات الشريفة ، وتنكيسه رايات خراسان ومنعه لأهلها من الدعوة لصاحبهم ؛ وأنه لم يشاهد حج أهنى / من هذه السنة و لا أكثر فائدة للتجار بها ، وندم من عاد من حجاج المصريين ومن لم يسر إلى مكة بحيث [لا] ينتفع بندمه .
وفى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت منه. ، ركب أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى المشتهى ، ودخل حمام نجح الطولونى . ثم خرج منه وركب العشاريات في البحر إلى المعشوق بالكوم الأحمر ، وقطع له الجسر حتى عبر ثم عاد إلى قصره سالما والحمد لله .
وفى يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت منه ، جمع الناس كافة إلى الإيوان ، ونودى فى البلد بغلق القياسر والأسواق ، وطلوغ كافة الرعية . فلما اجتمع الناس في صحن الايوان ، خرج القائد أبو الفوارس معضاد ، الخادم الأسود ، وعليه ثوب طميم حسن ، وعلى رأسه عمامة شرب مطائرة كثيرة الذهب خمرية اللون ، ومعه سجل قرئ على العامة والخاصة بتلقيه بالقائد عز الدولة وسنائها أبى الفوارس معضاد الظاهرى ، وأن أمير المؤمنين لقبه وكناه . وهو نسخته :
Страница 44