234

Ахбар аль-Заман

أخبار الزمان

Издатель

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Место издания

بيروت

Жанры

ومر بأرض البربر فأخذ كثيرًا منها، ووجه قائدًا يقال له مريطس، فركب في سفن كثيرة، وأخذ سواحل البحر فقتل بعض البربر، ودخل أرضهم وصالحه بعضهم، وحملوا اليه الأموال.
ومضى الملك إلى إفريقية وقرطاجنة، فصالحوه على ألطاف وأموال كثيرة حملوها اليه.
ومر حتى بلغ مصب البحر الأخضر إلى بحر الروم، وعمل هناك صنما من نحاس وهو الموضع الذي فيه الأصنام القديمة، وأقام تحته علمًا عظيمًا زبر عليه اسمه وتاريخ الوقت، وصفة الأمر الذي خرج اليه، وضرب على أهل تلك النواحي خراجًا.
وعبر إلى الأرض الكبيرة وسار إلى الافرنجة وسار إلى الأندلس، وصاحبها عند ذلك اللاذريق، فحاربه أيامًا، وقتل من اصحابه خلقًا كثيرًا.
وصالحوه بعد ذلك على ذهب كثير في كل سنة يحمل اليه، وعلى ان لا يغزو أحدًا في البحر ولا في البر شيئًا من حدوده، من جميع من في تلك النواحي، وعلى أن يمنع من رام شيئًا منهم من ذلك ويغالبهم عنه.
وانصرف راجعًا عنه، فسار على عبر البحر مشرقًا على بلاد البربر.
فلم يمر بموضع إلا خرج اليه أهله وأهدوه ودخلوا في طاعته، ومشوا بين يديه.
وأخذ إلى ناحية الجنوب، فمر بناحية الكوفاس (١) وهي أمة عظيمة فحاربوه فقتل منهم خلقًا كثيرًا.
وبعث قائدًا له إلى مدينة على ساحل البحر المظلم، فخرج اليه ملك المدينة وأهلها يسألونه ما هو وما قصده؟ فعرفهم القائد بحال الملك الريان وإذعان الملوك له ومصالحتهم إياه.
فقالوا له أما نحن فما بلغنا أحد قط ولا رأيناه ولا ضرنا أحد ولا ضاررناه.
وأخرجوا اليه مالا وجوهرًا.
وصالحوه على

١) في ق: الكوشانيين على معبر البحر الاسود.
(*)

1 / 254