اخبرنا أبو القاسم الزجاجي النوح جمع نائحة وهو مصدر ينيح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد كما يقال: قوم رضي وعدل وصوم، ونسوة رضي وصوم وعدل، والسلب: اللائي لبسن السلابة وهو السواد، فأخرج فعله على التوكيد حملا على لفظ نوح، قال الشاعر: الكامل
هل تخمشن ابلي علي وجوهها ... أم تعصبن رؤوسها بسلاب
اخبرنا الأخفش ضال اخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: لعبت ولعبت لغتان، ويقال عبثت أعبث مات العبث مثل علمت اعلم، وعبثت أعبث من العبيثة وهو ضرب من الأقط يعني اللبن. قال: ويقال: شرط الحجام يشرط، وأشرط، وفي غيره يشرط لا غير. قال: والقد: القطع طولا، والقط: القطع عرضا، ويروى عن علي ﵁ إنه كان إذا علا رجلا قدره وإذا اعترضه قطه اخبرنا، الأخفش عن ثعلب عن الرياشي عن الأصمعي قال: أغربة العرب ثلاثة، خفاف بن ندبة السلمي، وندبة أمه وكانت أمه سودا حبشية من بني الحارث بن كعب وأبوه عمير بن الحارث بن عمرو بن الشريد، وسُليَك بن السُّلَكَة أمه، وأبوه يثربي بن سيار، وعنترة بن معاويه العبسي. قال: ولم أرو شعرا أرق من قول خفاف: الطويل
فما طرقت أسماء من غير مطرق ... وإنى إذا حلت بنجران نلتقي
ببوح وما بالي ببوح وبالها ... ومن يلق يوما حيرة الحب يخفق
حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي قال حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب الطوسي قال حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن بسام بن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى النبي ﷺ عن لبن الجلالة وعن مهر البغي وعن ثمن الكلب.
قال أبو القاسم: الجلالة: الإبل التي تأكل العذرة، " وأصل الجلالة البعر، يقال: خرج الإماء يجتللن، البغاء: الفاجرة، والبغاء: الزنا، قال الله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) والبغي في غير هذه الآية الأمة، والبغية: الربيئة وهو الطليعة للقوم. وأنشد الأصمعي: الطويل
وكان وراء القوم منهم بغية ... فأوفى يفاعا من بعيد فبشرا
حدثنا إسماعيل الوراق قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا شامة بن سوار قال حدثنا فرأت بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال: كان أول من دخل على عمر حين أصيب علي وابن عباس ﵄، فلما نظر إليه ابن عباس بكى وقال: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين، قال أشاهد لي بذلك؟ فكأنه كع فضرب علي وقال: أجل أشهد له وأنا على ذلك من الشاهدين. فقال عمر: كيف؟ فقال ابن عباس: كان إسلامك عزا، وولايتك عدلا، وميتتك شهادة. فقال: لا والله لا تعزني من ربي وديني - أو قال ديني، شك الزعفراني ثكلت عمر أمه أن لم يغفر له ربه.
يقال: كع عن الأمر فهو كاع: إذا تلكأ عنه جبنا وفرقا، وأما العكّ فشدة الحر. يقال: يوم عك وعكيك، وأك وأكيك: إذا كان شديد الحر. والعكوّك من الرجال: القصير المقتدر الخلق. والعكنكع: ذكر السعالي، وانشد الخليل: مشطور الرجز
غُولٌ تُنازي شَرِشًا عَكَنْكَعَا
اخبرنا نفطويه عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال للعمامة: هي العمامة، والمشوذ، والسب، والمقطعة، والعصابة، والعصاب، والتاج، والاقتعاظ وهو أن يتعمم الرجل ولا يتحنك. وفي الحديث نهى عن الاقتعاظ وأمر بالتلحي وذكر أيضا أنه قال: جاء الرجل متختما أي متعمما، وما أحسن تخمنه أي تعممه. وهذا حرف لم يحكه غير ابن الأعرابي.
أنشدنا الأخفش قال أنشدنا المبرد: مجزوء الكامل
المرءُ يأملُ إن يعيشَ وطولُ عيشٍ ما يضرهُ
تَفنى بَشاشَتُه ويَبقَى بعدَ حَلوِ العيشُ مرَّهْ
وتخونُهُ الأيامُ حتى لا يَرى شيئا يَسُرّه
كم شامتٍ بي إن هلكت وقائلٍ لله دَره
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا ثعلب قال أخبرنا الرياشي قال اخبرنا عبد القاهر بن السري قال: أصاب قتيبة بن مسلم قميصا منسوجا باللؤلؤ فبعث به إلى الحجاج فبعث به إلى الوليد، ثم تتبعته نفس الحجاج فكتب إلى قتيبة: أما بعد فإنا كنا أنفذنا ما أنفذته إلينا إلى الوليد وما أحسبك إلا وقد احتبست قبلك منه لنسائك وبناتك فآثرنا بما قبلك منه فكتب إليه " لأن آكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به أحب إلي من إن أدخر عنك علقا " فكتب إليه: ذاك الظن بك.
1 / 23