قال عنه الشيخ أبو العباس أحمد التجاني ١ - في رسالة بعثها لبعض أصحابه-: (إنه سيّد علماء وقته، وأنا أسأل الله أن يكتبه في ديوان الشهداء) ٢. كما كان الشيخ الطيب بن كيران- وهو أحد شيوخه- يعدّه من نظراء البوصيري في الأمداح النبويّة، وابن الخطب في أمداح الملوك. وقد تولّى- ﵀: الحسبة بفاس فأمر فيها بالمعروف ونهى عن المنكر، وكان يقيم الناس من حوانيتهم لاقامة الصلاة وأداء فريضتها، ثم تولّى قيادة المغرب فأحيا في أهلها السنة وأزال الظلمات التي كانت قبله، وأصبح يسند الوظائف الشرعية إلى مستحقيها، وترك المغارم المخزنية، ثم عزل نفسه واشتغل بالتدريس. وقد أخذ العلم- ﵀ على خيرة العلماء في ذلك العصر، منهم: الطيب بن كيران- المتقدّم ذكره-، والشيخ اليازغى ٣، ومحمد التاودي بن سودة، وعبد القادر بن شقرون ٤، وغيرهم. كان له مصنفات كثيرة جامعة منها:

١ - أبو العباس أحمد بن محمد التجاني، الفقيه المالكي العالم بالأصول والفروع والأدب. له حلقات علميّة بفاس، حج عام (١١٨٦هـ)، ثم عاد إلى فاس، فصار شيخًا للطريقة التجانية، له "ورد" ذكر الزركلي: أنه مخطوط في ١٠ ورقات بخزانة الرباط، رقم (١٤٨٨= د). أنظر: مخلوف- شجرة النور: ٣٧٨، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٨٠٧، الزركلي- الأعلام:١/ ٢٤٥. ٢ - أنظر: مخلوف- شجرة النور: ٣٧٩. ٣ - عبد الكريم بن علي اليازغي، من علماء فاس وفقهاء القرويين، مات (سنة ١١٩هـ). أنظر: الكتاني- سلوة الأنفاس: ٢/ ١١٥، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٨٠٥. ٤ - عبد القادر بن شقرون، القاضي الصيدلي، كان مضرب المثل في حل المشكلات المستعصية، تولّى خطة القضاء بسجلماسة والصويرة، مات سنة (١٢١٩هـ). أنظر: جعفر الكتاني- الشرب المحتضر: ٧، محمد الكتاني- سلوة الأنفاس: ١/ ٩٥، التازي- جامع القرويين: ٣/ ٣٠٦.