نشأ في بيئة علميّة عالية.
وقد وقفت في كتابه "الجواهر النفيسة فيما يتكرّر من الحوادث الغريبة" ١ على تملك يحمل اسم: خليل بن علي بن عبد السلام التّسولي، ويبدو أنه ابنه ولكنني لم أقف على ترجمته.
نشأته:
نشأ- ﵀ وترعرع بفاس العتيدة التي كانت منار العلم في تلك الحقبة من الزمن. وكان الطلبة يأتونها من كل صوب وحدب لينهلوا من علمائها وشيوخها القاطنين فيها والواردين إليها، وخاصة شيوخ "جامع القرويين" الذي كان يضمّ المئات من العلماء ٢ الأجلاّء أصحاب المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية والعقلية.
ومن الأسباب التي دفعت الطلبة إلى الإقبال عليها تنوّع علومها ومعارفها، فقد كان يدرس فيها إضافة إلى العلوم الشرعية، الرياضيات والهندسة والهيئة واليبيعة والمساحة وعلم الأحكام والجبر والمقابلة واليب وغيرها ٣.
وكانت الحركة العلميّة بصفة عامّة تتّسم بالنشاط والحيوية- كما أسلفنا- ويتجلّى ذلك خاصة في الفتاوى الفقهية التي ازدهرت نظرًا للأحداث السياسيّة على الساحة المغربية ٤ وما جاورها من البلاد سيّما الجزائر التي احتلّت من قبل الأجانب.
وهذه الأحداث حركت العلماء لاستنهاض الهمم والهاب المشاعر، للجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن. ولم يألوا جهدًا في ذلك.
_________
١ - أنظر: البحث الرابع، آثاره: ٦٤.
٢ - فقد بلغوا خمسمائة عالم بفاس في عهد المولى سليمان. أنظر: التازي- جامع القرويين: ٣/ ٧٢٧.
٣ - أنظر: التازي- جامع القرويين: ٣/ ٧٢٦.
٤ - من ذلك، ما حاوله بعض اليهود من الحصول على امتيازات لم يقرَها لهم عرف أهل المغرب.
أنظر: نفس المصدر السابق: ٣/ ٧٢٨.
1 / 38