قال: «لو كان ذلك في طاقتي لخليتها ولكنني مؤتمن على أمر يقتضيني أن أحافظ عليها إلى آخر نسمة في حياتي.»
فقال مرقس: «طيب، افعل ما تشاء.» وخرج وقد ازداد عنادا. •••
سار مرقس توا إلى صديقه إسطفانوس، فرآه جالسا إلى المائدة وبين يديه آنية الشراب وقد تناول شيئا منه. وآنس في وجهه عبوسا كأنه يشرب ليذهب غضبه فلم يفته السبب فبعد أن حياه وجلس إليه سأله عن سبب غضبه فأنكر الغضب في بادئ الرأي فقال مرقس: «لا تنكر على ذلك؛ فإني أعرف السبب.»
قال: «لو كان ذلك في طاقتي لخليتها، ولكنني مؤتمن على أمر.»
فقال: «أسألك؛ لأني أحب أن أعرف هل أصاب ظني.»
فقال إسطفانوس: «أنت مصيب إذا كنت تظنني غضبت لما صدر من دميانة، فهل تعرف سبب هذا العمل؟»
فقال: «أظنني أعرفه إن زكريا خادمها هذا النوبي يغريها بالعناد، ولولاه لكانت أطوع لي من بناني، وقد وبخته اليوم وأسمعته ما لا يرضيه.»
فابتسم إسطفانوس على رغم ما كان فيه من الغضب، وقال: «إنك ظلمت زكريا بهذا الحكم ليس هو سبب العناد، أنا أعرف السبب.»
قال: «وما هو؟»
قال: «أتذكر ليلة جاءنا أبو الحسن وطلب دميانة لذلك الشاب المهندس؟»
Неизвестная страница