Ахмед Ураби: клеветнический лидер

Махмуд Хафиф d. 1380 AH
97

Ахмед Ураби: клеветнический лидер

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Жанры

ولئن كان ممثلو الدول في بلادنا مخلصين حقا لواجباتهم ولمصالح دولهم فلن يجدوا خيرا من معاونتنا في جهودنا القومية الحقة، وليثبتوا بأعمالهم ما يعدوننا به في أقوالهم ...

لقد صممنا أن نبذل كل ما في وسعنا لكي يكون لبلادنا موضع بين الأمم المتمدنة، وذلك بنشر المعرفة في البلاد، والمحافظة على الوحدة والنظام، والقضاء بالعدل بين الجميع، ولن يردنا شيء عن عزمنا قيد أنملة، ولن يخيفنا وعيد ولا تهديد أو يلوينا عن قصدنا، ولن نخضع إلا لشعور الصداقة التي نتقبلها ونقرها بكل ما في وسعنا ...

أما عن هدوء البلاد، فليس هناك أي قلق، ونحن نحاول الآن أن نقضي على ما خلفته لنا الحكومات السالفة من مساوئ ...

فلندع الله أن يهدي المفكرين من رجال السياسة في أوربا إلى الصواب، وعسى أن يعنوا بمعرفة أحوال بلادنا وبذلك يؤدون صنيعا إلى بلادهم كما يؤدون إلى بلادنا بتقوية روابط المودة، نسأل الله أن يهيئ لنا جميعا التمتع بنعمة السلام والمودة ...»

ويذكر بلنت تعقيبا على كتاب عرابي أن الشيخ محمد عبده كتب إليه كذلك يؤكد له في ذلك الوقت قيام النظام والسلام في مصر ...

لم تكن البلاد إذن في حالة تدعو إلى القلق إلا إذا كان الخلاف بين الخديو ووزرائه مشكلة تستدعي حتما تدخل الدول الأوربية لحلها، فما يتسنى علاجها إلا على هذه الصورة.

لم يكن هذا الخلاف إلا الذريعة التي باتت إنجلترا تتحينها لتخطو الخطوة التي كانت سياستها طوال القرن التاسع عشر متجهة في مصر إليها، وكانت إنجلترا قد صممت أن تقطع العقدة إذا لم يتيسر لها حلها، فبقطع تلك العقدة تصيب في الواقع غرضين: السيطرة على مصر، وهذا قصارى آمالها في الشرق، والتخلص من مشاركة فرنسا إياها فيما هي فيه من شئون مصر، وهذا ما كانت مصلحتها توجب الإسراع في تنفيذه.

والإنجليز قوم نبغوا في أن يأخذوا كل شيء وألا يعطوا شيئا، وأن يستبطنوا دخيلة كل عدو أو حليف دون أن يكشفوا له عن شيء مما تنطوي عليه نفوسهم، ولهم في ذلك أساليب يعد نجاحهم فيها من أكبر أسباب تفوقهم ...

لذلك تقدم هؤلاء ليلعبوا إحدى لعباتهم السياسية وقد سهلت عليهم سياسة فرسنيه الأمر، فقد رأى هذا أن تبتعد إنجلترا وفرنسا عن التدخل المسلح في شؤون مصر، وفاته أنه إن استطاع أن يوجه سياسة بلاده نحو هذا الهدف فما له حيلة في إنجلترا إن استعصت عليه أو غدرت به ...

وتقدم فرسنيه يعرض على إنجلترا مقترحات لحل المشكلة، فطلب على لسان سفيره في إنجلترا أن ترسل الدولتان سفنا من أسطوليهما إلى مياه الإسكندرية، وأن تطلب الحكومتان إلى تركيا ألا تتدخل في شؤون مصر في ذلك الوقت، ولكن فرنسا لا تعارض إذا حضرت بعثة عثمانية إلى مصر بدعوة من الدولتين على أن يكون عملها محدودا وأن تكون تحت مراقبتهما.

Неизвестная страница