Ахмед Ураби: клеветнический лидер
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Жанры
دسائس ومخاوف
كانت سياسة توفيق - إن كان ثمة له من سياسة - عقب حادث قصر النيل أهم العوامل في تطور الحوادث على النحو الذي سوف نراه، فلقد أجاب الضباط إلى مطالبهم وفي نيته أن يغدر بهم متى حانت الفرصة ...
وأدرك الضباط لا ريب أنه أجابهم إلى ما طلبوا لأنه لم يكن له من ذلك بد، ولذلك أحسوا أنه لابد متربص بهم فتربصوا هم كذلك به ...
وكان توفيق من ناحية أخرى يكره رياضا ويعمل على التخلص منه، لذلك وضع نفسه في موضع عجيب حقا، فبينما هو يسخط على الضباط ويمقت حركتهم إذا به يتخذ منهم كما سنرى أداة للكيد لوزيره بغية إقصائه عن منصبه.
وهكذا تشاء الظروف النكدة أن يكون رجل كتوفيق هو الذي يحرك دفة الأمور في مثل ذلك الزمن العاصف.
لم يكن أمام توفيق كما أسلفنا إلا أن يتخذ سبيله إلى قلوب الوطنيين، فيجعل من نواب الأمة سندا له كما فعل أبوه في أواخر أيامه ...
ولكن توفيقا لم يلجأ إلى ذلك الحل، وما نشك في أنه كان يفطن إليه، ولكنه كان يقتضيه أن ينزل عن سلطانه إلى نواب الأمة، وهو ما نشك كل الشك في أنه كان يستطيع أن يحمل نفسه عليه، ومن هنا أحدقت به وبمصر الأخطار، في وقت نشطت فيه دسائس الأجانب الذين أحكموا شباكهم لاقتناص الفريسة الغالية في تلك الأيام الكدرة.
وقع حادث قصر النيل في فبراير سنة 1881، وفي أعقاب الحادث مرت على مصر بضعة أشهر ما نظن أنه مر على البلاد فترة مثلها في كثرة ما حيك فيها من الدسائس على قصر أمدها ...
أمر الخديو فأقيم حفل بعد حادث قصر النيل دعي إليه كبار رجال الجيش، وخطب الخديو فأعلن عفوه عما حدث وأنه لا يضمر لأحد سوءا، وحث الجند على الطاعة والنظام، وأكد لهم أن الحكومة تهتم بأمرهم كل الاهتمام.
وقابل الضباط خطاب الخديو بالابتهاج والشكر، وهتفوا به معبرين عن ولائهم له معلنين بين يديه أنه لن يرى منهم إلا الطاعة والولاء.
Неизвестная страница