Ахмед Ураби: клеветнический лидер
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Жанры
وقد أشار بلنت في كتابه إلى هذه المكاتبات بقوله بعد أن ذكر ما كان من لقاء بين راتب وعرابي: «وقد أدى ذلك إلى مكاتبات بينهما، وتحت يدي أصل وثيقتين هامتين وقعت عليهما ضمن إضبارة كبيرة من الأوراق أثناء محاكمة عرابي، وهما كتابان أرسلا إلى عرابي بعد تأليف وزارة سامي بنحو ثلاثة أسابيع أي في فبراير سنة 1882، وهي الوزارة التي كان عرابي فيها وزيرا للجهادية، أما أولهما فمن أحمد راتب، وأما الثاني فمن الشيخ أحمد ظافر أحد كبار شيوخ الدين بالقسطنطينية الذي كان في ذلك الوقت يقوم على شئون المكاتبات السرية للسلطان، وقد كتبت هاتان الرسالتان بأمر السلطان شخصيا.» ثم أورد بلنت بعد هذا نص الرسالتين.
ويذكر عرابي في مذكراته أن الأصل التركي للرسالتين ضبط بعد موقعة التل الكبير وترجمتا إلى اللغة الإنجليزية ثم أورد عرابي تعريبهما عن الإنجليزية ...
أما عن قصة هاتين الرسالتين فيقول عرابي: «ولما رأينا كثرة تردد السير مالت قنصل إنجلترا الجنرال على الخديو ليلا ونهارا واستسلام الخديو لما يوحي به إليه، علمنا أن إنجلترا طامعة للاستيلاء على وادي النيل الخصيب عملا بقاعدة التوازن الدولي، لتضارع بعملها هذا عمل فرنسا في استيلائها على ولاية تونس الخضراء، فكتبنا بذلك للحضرة السلطانية، وحيث لم يكن لنا واسطة في الآستانة تبلغ عنا مقاصدنا للسدة الشاهانية اتخذنا الشهم المقدام الصادق الأمين علي راغب قبودان أحد شبان ضباط البحرية المصرية رسولا، وكلفناه بإبلاغ عريضتنا إلى الحضرة السلطانية بواسطة الشيخ محمد ظافر شيخ السادة الشاذلية وشيخ الحضرة السلطانية، فصدع بالأمر وأوصل الرسالة إلى الشيخ المذكور. وكذلك بلغ أحمد راتب باشا ما أوصيناه به بعد عودته من مأموريته الحجازية إلى دار السعادة.
فكتب لنا الشيخ ظافر بما صدر به النطق الشريف، وكذلك فعل أحمد راتب باشا، وكان الحامل لهذين الخاطبين السيد أحمد أسعد أفندي وكيل الفراشة النبوية عن الحضرة السلطانية الذي حضر أخيرا بمعية درويش باشا، وهاك ترجمتهما عن اللغة الإنجليزية من تاريخ المستر برودلي وتاريخ المستر بلنت لأن أصلهما التركي ضبط بعد واقعة التل الكبير وترجم إلى اللغة الإنجليزية.»
وأشار عرابي إلى المكاتبات بينه وبين السلطان في موطن آخر، وذلك أثناء سجنه في مقر الدائرة السنية قبيل محاكمته، فقد كتب وهو في السجن ملخصا لقضيته كلها ليستعين به محاميه مستر برودلي في الدفاع عنه، ولقد أثنى برودلي على حضور ذهنه وترتيبه الحوادث ترتيبا منطقيا حسن السياق على الرغم مما كان يحيط به. قال عرابي في هذا الملخص
2
وقد تكلم عن بعثة درويش ما نعربه كما يأتي: «أشعر الآن أن من واجبي نحو مصر ونحو نفسي أن أذكر في وضوح عند هذه النقطة اتصالي بصاحب الجلالة السلطان أثناء الحوادث الأخيرة في هذا البلد. لقد بدأت على هذه الصورة: أرسل طلعت باشا الشركسي في نوفمبر سنة 1881 في رسالة إلى القسطنطينية من جانب الخديو. وقد كلف أن يصور للوزراء الأتراك وللسلطان أن مصر في حالة ثورة، وأن هناك اقتراحا لإنشاء إمبراطورية عربية، وأن أحمد عرابي والحكومة البريطانية قد اتفقا فيما بينهما على هذا الأمر ... وقد أحدثت هذه الإشاعات التي نشرها طلعت أثرها في الآستانة، ولم يكن لنا وكيل هناك يدفع هذه الأباطيل، فاضطررت إزاء ذلك إلى الاتصال بالعالم الورع الشيخ محمد ظافر كاتم سر السلطان ومشيره الديني، ذلك الذي عرفته بشهرته ولم أقابله شخصيا قط. فكتبت إليه وحمل رسالتي إليه علي راغب مفندا جميع المزاعم التي عزيت إلينا، وطلبت إليه أن يشرح للسلطان صادق ولائي، وشدة تعلقي بالمبادئ الأساسية لديننا المقدس، تلك التي تجعل من واجبنا أن نطيع أمير المؤمنين.
ولقد رد علينا هذا الشيخ في سرور فحمل علي راغب السالف ذكره كتابا باللغة التركية، قال فيه إنه ألقى بين يدي السلطان ما تضمنه كتابي، وإن السلطان أظهر اقتناعه بولائي، وإنه يأمرني أن أظل على طاعتي، وأضاف الشيخ أن جلالة السلطان يطلب إلي أن أدافع عن بلدي بكل ثمن ضد الاحتلال، وإلا كان نصيبه نصيب تونس، وأنه لا يعنيه إسماعيل أو حليم أو توفيق، وما يعنيه إلا الرجل الذي ينفذ ما يأمر به، وكتب إلي بمثل هذا أحمد راتب باشا الذي قابلته مقابلة شخصية طويلة عندما كان بمصر، والذي جاء كتابه إلي مع كتاب ظافر.»
هذه قصة الرسالتين الخطيرتين بين عرابي وبلاط السلطان، أو تاريخ الصلة بين عرابي والسلطان قبل بعثة درويش، ولقد راجعت الرسالتين كما أثبتهما عرابي فيما بين يدي من مذكراته المخطوطة على الترجمة الإنجليزية التي أثبتها بلنت في كتابه عن الأصل التركي، فوجدت التشابه بينهما تاما، ولذلك آثرت أن أوردهما للقارئ في عبارة عرابي فيما يلي:
ولنبدأ بكتاب الشيخ محمد ظافر، قال:
Неизвестная страница