Ахмед Ураби: клеветнический лидер

Махмуд Хафиф d. 1380 AH
103

Ахмед Ураби: клеветнический лидер

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Жанры

ولم يطل ترقبه تلك الساعة، ففي اليوم التاسع عشر من شهر مايو أوعزت الحكومتان إلى ممثليهما أن يشيرا على الخديو بأن يغتنم فرصة وصول السفن إلى الإسكندرية فيطيح بالوزارة، ويعهد بتأليف وزارة جديدة إلى شريف باشا أو إلى سواه ممن تتوفر فيهم مثل ثقتهما في شريف.

ورد الممثلان بأن المسألة ليست من السهولة بحيث يصنع الخديو ذلك، فلن تقوم في البلاد وزارة غير الوزارة القائمة ما دام للحزب العسكري ما له فيها من نفوذ وسلطة ...

واقترح مالت أن يشير على عرابي وثلاثة من أشهر رجاله بمغادرة مصر، وبدأ فعلا يسعى إلى ذلك فاختار أحد موظفي القنصلية الفرنسية ليفاوض عرابيا لأن هذا كان يعرف العربية، ولكنه رفض أن يلعب هذا الدور، ففوتح سلطان فقبل في غير خجل، وذهب يشير بذلك على عرابي فعظمت دهشة الوزير! ورفض أن يسمع بقية الحديث، وأعلن إصراره على عدم ترك مصر مهما يكن من الأمر، وأكد أنه لن يترك منصبه فضلا عن موطنه في تلك الظروف.

ووصل هذا الحديث إلى الضباط فقابلوه بالاستياء حتى لقد صرح أحدهم على مسمع من أحد رجال القنصلية الفرنسية أن الجيش يمزق عرابيا إذا هو اعتزلهم يومئذ.

وأخذت الوزارة تتأهب لملاقاة ما كان ينذر به الموقف من جسيمات الحوادث، وصمم الوزراء ألا يقروا أي تدخل لإنجلترا وفرنسا، وأن تكون إجابتهم على أي إنذار رسمي أنهم لا يعترفون بسيادة غير سيادة السلطان.

وتزايد انحياز الرأي العام إلى عرابي بقدر ما تزايد سخطه على الخديو والأجانب ومن انحاز إليهما من الإمعات والمستضعفين، وعاد بعض الذين انشقوا من الحزب الوطني ينضمون إليه في تلك الساعة الرهيبة، وشاعت في البلاد دعوى المحافظة على حقوق السلطان أمير المؤمنين وحامي حمى المسلمين ...

وهنا نسأل الذين يستريبون في شجاعة عرابي وزعامته: أيرون دليل جبنه في إصراره هذا على البقاء في مكانه مخلصا لواجبه؟ لقد كان من اليسير عليه أن يسافر إلى القسطنطينية أو إلى أوربا متحيزا إلى السلطان أو إلى إنجلترا، وكانت إنجلترا ترحب بذلك كل الترحيب وتطرب له أشد الطرب، ولكن ما هكذا يفعل الرجال ...

لقد صمم عرابي على البقاء حيث هو كما صمم سعد زغلول على البقاء في مكانه مخلصا لواجبه حين طلب إليه في موقف من مواقف جهاده أن يذهب إلى عزبته ليقيم بها تحت مراقبة مدير الإقليم، وآثر عرابي أن يواجه المحنة والبلاء كما آثر سعد أن ينفى من مصر، ولكن الأمة التي وضعت على رأس سعد من أجل ذلك أكاليل الغار، لا يزال فريق من أبنائها ينسبون إلى عرابي البطل أسباب الهزيمة والعار! ...

وصمم عرابي على امتشاق الحسام ليجاهد في سبيل مصر أشق الجهاد وأعظمه وليكن بعد ذلك ما يكون؛ فإما نصر، وإما فناء، أما مغادرة مصر في ساعة العسرة، فذلك هو الهرب الذي لا يفعله إلا الجبناء ...

ولما فشل مالت في طريقته الشخصية اتفق وزميله الفرنسي فأرسلا إلى حكومتيهما يطلبان أن تطلق يديهما كي يتقدما إلى الحكومة المصرية رسميا بمذكرة تنص على إبعاد عرابي من مصر هو وكبار العسكريين على أن تؤيد المذكرة بعمل إيجابي في حالة ما إذا رفضت، ومما ذكره مالت قوله: «إن الموقف الحالي قد سببه الوزراء، والناس يعتقدون أن إنجلترا وفرنسا لن ترسلا جنودا، وأن معارضة فرنسا تجعل تدخل الترك مستحيلا.»

Неизвестная страница