Сны от моего отца: История расы и наследия

Барак Обама d. 1450 AH
56

Сны от моего отца: История расы и наследия

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Жанры

وجدتني والدتي وأختي في هذه الحالة من الكآبة عندما جاءتا لزيارتي في أول صيف أقضيه في نيويورك.

فقالت مايا لوالدتي: «إنه نحيف للغاية.»

وصاحت أمي وهي تفتش الحمام: «ليس لديه سوى منشفتين!» واستدركت: «وثلاثة أطباق!» وبدأتا تضحكان.

مكثتا معي أنا وصادق بضع ليال ثم انتقلتا إلى شقة في بارك أفينيو عرضها صديق لوالدتي عليهما وهي مسافرة. وفي ذلك الصيف وجدت عملا في تنظيف موقع بناء في حي أبر ويست سايد؛ لذا فقد قضت والدتي وأختي معظم أيامهما تستكشفان المدينة وحدهما. وعندما كنا نتقابل على العشاء كانتا تقدمان تقريرا مفصلا عن مغامراتهما؛ مثل تناول فراولة وقشدة في بلازا، والذهاب بمركب إلى تمثال الحرية، وزيارة أعمال سيزان في متحف المتروبوليتان للفنون . وكنت أنا أتناول طعامي في صمت حتى تنتهيا من الحديث ثم أبدأ حديثا طويلا عن مشكلات المدينة والأمور السياسية المتعلقة بمن حرموا حقوقهم. ووبخت مايا لأنها قضت إحدى الأمسيات تشاهد التليفزيون بدلا من قراءة القصص التي اشتريتها لها. وكنت أوضح لأمي الطرق المختلفة التي يساعد بها المتبرعون الأجانب ومنظمات التنمية الدولية، مثل تلك التي كانت تعمل بها، على زيادة اعتماد دول العالم الثالث على غيرهم. وفي إحدى المرات، عندما دخلت كلتاهما إلى المطبخ سمعت مايا تتحدث إلى والدتي.

قالت: «باري بخير، أليس كذلك؟ أقصد أتمنى ألا يفقد هدوءه ويصبح واحدا من أولئك الغرباء الذين نراهم في الشوارع من حولنا.»

وفي مساء أحد الأيام، وبينما كنت أتصفح صحيفة «ذا فيليدج فويس»، برقت عينا أمي عندما رأت إعلان فيلم «أورفيوس الأسود» (بلاك أورفيوس) الذي كان يعرض في سينما بوسط المدينة، وأصرت والدتي على أن نذهب ونشاهده في تلك الليلة، وقالت إنه أول فيلم أجنبي رأته في حياتها.

وأخبرتنا عندما دلفنا إلى المصعد: «لم أكن تجاوزت السادسة عشرة من عمري، وكنت قد قبلت لتوي في جامعة شيكاغو، ولم يكن جدك قد أخبرني بعد أنه لن يدعني أذهب للالتحاق بالجامعة، وذهبت هناك فترة الصيف، أعمل جليسة أطفال. وكانت تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي أكون فيها وحدي تماما. يا إلهي، شعرت أنني ناضجة للغاية. وعندما شاهدت هذا الفيلم، قررت أنه أجمل شيء رأيته في حياتي.»

ركبنا سيارة أجرة إلى السينما التي تعيد عرض الأعمال السينمائية القديمة التي يعرض فيها هذا الفيلم. وقد صور ذلك الفيلم - الذي كان الأول من نوعه بسبب فريق العمل الذي يتكون بالكامل من برازيليين سود - في الخمسينيات. وكانت قصة الفيلم بسيطة؛ أسطورة الحب التعيسة بين أورفيوس ويوريديس التي دارت أحداثها في أحياء مدينة ريو أثناء المهرجان. كان البرازيليون السود والسمر الذين يظهرون بروعة التصوير بالألوان في خلفية من التلال الخضراء الطبيعية، يغنون ويرقصون ويعزفون على الجيتار مثل طيور ملونة لا يشغل بالها شيء. وفي منتصف الفيلم تقريبا قررت أنني رأيت ما يكفي واستدرت إلى أمي لأرى هل هي مستعدة للمغادرة، ولكن كان على وجهها المضاء بالتوهج الأزرق المنعكس من الشاشة نظرة حالمة. وفي تلك اللحظة شعرت أنني أنظر عبر نافذة إلى قلبها، قلبها الطائش في شبابها. وفجأة أدركت أن تصوير السود بهذه البراءة التي تظهر على الشاشة - وهو نقيض الصورة التي رسمها كونراد عن السود البربريين - هو ما حملته أمي إلى هاواي كل تلك السنوات، انعكاس للأوهام البسيطة التي كانت محرمة على الفتاة البيضاء من الطبقة المتوسطة من كانساس، الوعد بحياة أخرى؛ دافئة وحسية وغريبة ومختلفة.

استدرت مرة أخرى وأنا أشعر بالخجل من أجلها، وبالغضب من الناس حولي. وتذكرت وأنا أجلس في الظلام حوارا دار بيني وبين صديق لوالدتي، وهو رجل إنجليزي كان يعمل لدى منظمة إغاثة دولية تعمل في أرجاء أفريقيا وآسيا. وقد قال لي إنه من بين جميع الشعوب المختلفة التي قابلها في أسفاره كان أهل مدينة دك في السودان هم الأغرب.

وقال: «عادة بعد شهر أو اثنين تنجح في التواصل مع الناس، حتى إذا لم تكن تتحدث لغتهم، فستجد ابتسامة أو دعابة؛ أي مظهرا من مظاهر التعارف. ولكن في نهاية عام مع أهل مدينة دك ظلوا غرباء تماما في نظري؛ فكانوا يضحكون على الأمور التي تقودني إلى اليأس. وما كنت أظنه مضحكا كان يتركهم صامتين كالحجارة.»

Неизвестная страница