Сны от моего отца: История расы и наследия

Барак Обама d. 1450 AH
55

Сны от моего отца: История расы и наследия

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Жанры

فتح صادق صفار بيضة بشوكته . وقال: «حسنا يا صديقي ... يمكنك التحدث كما تشاء عن إنقاذ العالم، ولكن هذه المدينة تميل لأن تمحو مثل هذه المشاعر النبيلة تدريجيا. انظر إلى هناك.» وأشار إلى الزحام في الجادة الأولى. «الجميع يهتم بنفسه وبمصالحه فحسب. البقاء للأصلح. أنياب ومخالب. ادفع الرجل الآخر ليبتعد عن طريقك. هذه هي نيويورك يا صديقي. لكن ...» ثم هز كتفيه ومسح بعض البيض بالخبز. قال: «من يدري؟ ربما تكون أنت الاستثناء. وفي هذه الحالة سأرفع لك القبعة.»

ورفع صادق كوب قهوته في تحية ساخرة وعيناه تبحثان عن أية إشارة للتغيير. وعلى مدار الشهور التي تلت كان يستمر في مراقبتي وأنا أتنقل مثل فأر تجارب ضخم عبر طرق مانهاتن الفرعية. وكتم ضحكته عندما استولى شاب ضخم على المقعد الذي عرضته على سيدة في منتصف العمر في المترو. وكان يقودني في أحد فروع بلومينجدال عبر عارضات أزياء كن ينثرن العطر في الهواء، ويراقب رد فعلي وأنا أفحص بطاقات الأسعار المذهلة على معاطف الشتاء. وعرض علي الإقامة عنده مرة أخرى عندما تخليت عن الشقة في شارع 109 بسبب سوء التدفئة بها، وصحبني إلى محكمة الإسكان عندما تبين أن المؤجرين من الباطن لشقتي الثانية لم يدفعوا الإيجار وهربوا بمبلغ العربون الذي أعطيته لهم. «أنياب ومخالب يا باراك. توقف عن الاهتمام بهؤلاء المشردين هنا، وفكر كيف ستكون لنفسك ثروة من هذه الشهادة الجامعية المكلفة التي ستحصل عليها.»

وعندما فقد صادق شقته المؤجرة، أقمنا معا. وبعد بضعة أشهر من الفحص الدقيق، بدأ يدرك أن المدينة كان لها بالفعل تأثير علي، مع أنه لم يكن التأثير الذي توقعه. فقد توقفت عن تعاطي المخدرات. وكنت أركض ثلاثة أميال يوميا وأصوم أيام الآحاد. ولأول مرة منذ سنوات كرست نفسي للدراسة وبدأت أحتفظ بدفتر أدون فيه الأفكار اليومية وشعرا سيئا للغاية. وكلما حاول صادق إقناعي بالذهاب إلى إحدى الحانات اعتذرت بعذر غير مقنع، مثل إن لدي الكثير من الأعمال لأنجزها، أو إنني لا أملك ما يكفي من النقود. وفي أحد الأيام - قبل أن يغادر الشقة بحثا عن صحبة أفضل - استدار ووجه لي أقسى انتقاد.

قال : «إنك تصبح مملا.»

كنت أعلم أنه محق، مع أني لم أكن أنا نفسي أعرف يقينا ماذا حدث. أظن أنني بطريقة ما كنت أؤكد على تقدير صادق لإغراء المدينة، وقدرتها على الإفساد. فمع ازدهار البورصة في وول ستريت أصبحت مانهاتن تعج بالنشاط والحيوية، وأصبحت التطورات تبرز إلى الوجود بغتة في كل مكان؛ فأصبح كثير من الرجال والنساء الذين تجاوزوا العشرينيات من عمرهم بقليل يمتلكون ثروات هائلة، وسار تجار الأزياء على نهجهم. وقد بهر جمال المدينة وتلوثها وضوضاؤها وتبذيرها حواسي؛ فلم يبد أن هناك قيدا على ابتكار أنماط للحياة أو على صناعة الرغبات؛ فهناك دائما مطعم أغلى، أو ملابس أكثر أناقة، أو ملهى ليلي أكثر خصوصية، أو امرأة أجمل، أو مخدر أقوى. ولأني لم أكن واثقا بقدرتي على أن أنتهج منهج الاعتدال، وأخشى السقوط في العادات القديمة، تبنيت موقف - إن لم يكن معتقدات - الواعظ الذي يسير في الشوارع؛ مستعدا لأن أرى الإغواءات في كل مكان، ومتأهب لأن أتجاوز الإرادة الهشة.

ومع ذلك فقد كان رد فعلي أكثر من مجرد محاولة لكبح جماح شهية مفرطة أو استجابة للضغط الحسي. فأسفل ذلك النشاط والحركة، كنت أرى التمزق المستمر للعالم. لقد رأيت فقرا مدقعا في إندونيسيا، ولمحت النزعة العنيفة في أطفال المناطق الفقيرة المكتظة بالسكان في لوس أنجلوس، وأصبحت معتادا في كل مكان على الشك الذي يراود كل عرق تجاه الآخر. لكن سواء أكان هذا بسبب الكثافة السكانية بنيويورك أم بسبب مساحتها، فقد بدأت هناك فقط أستوعب الدقة، التي تضاهي الدقة الرياضية، التي تلتحم بها مشكلات الأجناس والطبقات في أمريكا، وعمق وضراوة الحروب القبلية الناتجة، والغضب والمرارة اللذين يتدفقان بانسيابية، ليس فقط في الخارج في الشوارع، لكن في حمامات جامعة كولومبيا أيضا حيث كانت الجدران، بصرف النظر عن عدد المرات التي حاولت الإدارة طلاءها، لا تزال منقوشا عليها مراسلات فظة بين الزنوج واليهود.

كان الأمر كما لو أن جميع المواقف المعتدلة قد انهارت تماما. وبدا أن ذلك الانهيار كان أكثر وضوحا في مجتمع السود الذي تخيلته بعاطفة قوية وأملت أن أجد بداخله مأوى، أكثر من أي مكان آخر. فقد أقابل صديقا أسود في شركته للمحاماة في وسط المدينة، وقبل أن نتجه لتناول الغداء في مطعم متحف الفن الحديث، أنظر من نافذة مكتبه - الموجود في مبنى شاهق الارتفاع - إلى الجانب الآخر من المدينة باتجاه نهر إيست ريفر، وأتخيل حياة سعيدة؛ إجازة وعائلة ومنزلا. حتى لاحظت أن السود الآخرين في المكتب كانوا إما سعاة أو عمالا، والسود الآخرين في المتحف هم حراس الأمن الذين يرتدون سترات زرقاء ويعدون الساعات قبل أن يمكنهم اللحاق بالقطار والعودة إلى منازلهم في بروكلين أو كوينز.

وفي بعض الأحيان كنت أتجول في هارلم كي ألعب في ملاعب قرأت عنها، أو كي أستمع إلى حديث يلقيه جيس جاكسون في شارع 125، أو - في أوقات نادرة من صباح أيام الآحاد - كي أجلس على المقعد الخلفي في الكنيسة المعمدانية الحبشية، وتبهجني تراتيل الإنجيل الجميلة الحزينة التي يرتلها جوقة المنشدين، وألمح شيئا من ذلك الذي كنت أسعى إليه. ولكن لم يكن لدي مرشد يمكنه أن يريني كيف أنضم إلى هذا العالم المضطرب، وعندما بحثت عن شقة هناك، وجدت المنازل الأنيقة المبنية بالحجر الرملي البني في منطقة شوجر هيل غير شاغرة وبعيدة عن متناول يدي، أما المباني السكنية القليلة المتميزة فكان أمامها قوائم انتظار تمتد لعشر سنوات، ومن ثم لم يتبق سوى صفوف وصفوف من المباني السكنية غير صالحة للسكن كان الشباب يقفون أمامها يعدون قوائم الفواتير الضخمة، ويتنزه أمامها السكارى ويتعثرون ويبكون برفق.

أخذت كل هذا على أنه إهانة لشخصي، سخرية من طموحي الرقيق، مع أني عندما تحدثت عن هذا الأمر أمام أشخاص عاشوا في نيويورك لبعض الوقت، قيل لي إنه لا شيء جديد في هذه الملاحظات. وقالوا إن هذه المدينة خارجة عن السيطرة؛ فالتناقض الشديد ظاهرة طبيعية، مثل الرياح الموسمية أو الانجراف القاري. وأصبحت المناقشات السياسية، من ذلك النوع الذي كان هادفا وشديد التوتر في أوكسيدينتال، تحمل طابع المؤتمرات الاشتراكية التي كنت أحضرها في بعض الأحيان في كلية اتحاد كوبر، أو معارض الثقافة الأفريقية التي كانت تقام في هارلم وبروكلين أثناء الصيف، ولم يكن هذا سوى بضعة من مصادر التسلية الكثيرة التي قدمتها نيويورك مثل الذهاب لمشاهدة فيلم أجنبي أو التزلج على الجليد في مركز روكفلر. وأمكنني بقدر بسيط من المال أن أكون حرا لأعيش مثل معظم المواطنين السود من الطبقة المتوسطة في مانهاتن، حرا في اختيار فكرة رئيسية تدور حولها حياتي، حرا لأكون لنفسي مجموعة من الأساليب والأصدقاء والحانات والانتماءات السياسية. ومع ذلك فقد شعرت أنه في مرحلة ما - ربما عندما يكون لديك أطفال وتقرر أنه لن يمكنك البقاء في المدينة إلا على حساب الالتحاق بمدرسة خاصة، أو عندما تبدأ في التنقل بسيارات الأجرة ليلا تجنبا لاستقلال المترو، أو عندما تقرر أنك تحتاج إلى بواب في المبنى الذي تقطن فيه - فإن اختيارك لا يمكن الرجوع فيه، فسيصبح من غير الممكن اجتياز الهوة الفاصلة، وستجد نفسك على جانب الطريق الذي لم تعتزم قط أن تكون عليه.

ولأنني لم أكن راغبا في هذا الاختيار فقد قضيت عاما، أسير من أحد طرفي مانهاتن إلى الآخر. وراقبت، مثل السياح، نطاق إمكانيات البشر المتاحة، محاولا تتبع مسار مستقبلي في حياة الناس التي أراها، وأبحث عن منفذ يمكنني الدخول منه مرة أخرى. •••

Неизвестная страница