فيرحمونه، ولا يسمعون صوته فيرحمونه، فيضربونه، ويخبطونه، ويفتح له باب من النار، فينظر إلى مقعده من النار، بكرة وعشية، يسأل الله أن يديم ذلك عليه، فلا يصير إلى ما وراءه من النار".
وأخرج البيهقي وغيره عن أبي موسى قال: "تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك" ١ الحديث، وأخرجه أبو داود بنحوه، وفيه: "فيصعد به من الباب الذي كان يصعد عمله منه" وفي آخره في الكافر: "فيردوه إلى أسفل الأرضين الثرى".
وأخرج ابن أبي حاتم وغيره عن ابن عباس في قوله: ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴾ ٢ قال: "قيل من يرقى بروحه، ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب؟ ".
وفي الصحيحين: حديث الرجل الذي اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ٣. وأخرج سعيد في سننه عن الحسن قال: "إذا احتضر المؤمن حضره خمسمائة ملك، فيقبضون روحه، فيعرجون به إلى السماء، فتلقاهم أرواح المؤمنين الماضية، فيريدون أن يستخبروه، فتقول لهم الملائكة: ارفقوا به، فإنه خرج من كرب عظيم، ثم يستخبرونه، حتى يستخبر الرجل عن أخيه وعن صاحبه، فيقول: هو كما عهدت، حتى يستخبرونه عن إنسان قد مات قبله، فيقول: أوما أتى عليكم؟ فيقولون: أوقد هلك؟ فيقول: إي والله، فيقولون: قد ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية".
_________
١ أحمد (٣/٣٨٤) .
٢ سورة القيامة آية: ٢٧.
٣ هو الذي قتل مائة نفس فسأل هل له من توبة؟.
1 / 9