وقال له صديق آخر: «هذا درس ينفعك يا صاح، ومنه تتعلم أن من له مثل ما كان لك من مال، يجب عليه أن ينام وراء باب مخزنه»، وصرفه بنظرة تشير إلى الباب الذي دخل منه، ولم يمد إليه يده، لا بخير ولا بشر.
أما الصديق الثالث؛ فكان أطولهم باعا؛
3
إذ قال: «إني آسف جد الأسف لما أصابك أيها الصديق، وثق أن كل عواطفي معك، وأرجو أن يعوضك الله أضعاف ما ضاع منك بإهمالك؛ إذ كان يجدر بك - كي تحافظ على ثروتك - أن تقتني كلب حراسة مثل كلبي.
ويسرني أن أعرض عليك جروين، لا حاجة لي بهما، وكنت على وشك إغراقهما لأتخلص منهما، فإن شئت فخذ أحدهما لتريحني من عناء إغراقه، ولا تنتظر مني أكثر من ذلك، والسلام عليك أيها الصديق العزيز!»
الذئب وجروه
لما رأى الذئب أن جروه العزيز قد اشتد ساعده، وحان وقت تعليمه وتدريبه وتثقيفه، بدأ يستصحبه في روحاته وجيآته وبعض غزواته، ولم يدخر وسعا في تلقينه ما يجب أن يلم به؛ كي يستطيع خوض معترك الحياة لكسب قوته وقوت عياله.
وفي صباح أحد الأيام، أرسله إلى ضواحي الغابة، عساه يجد فرصة سانحة لاقتناص خروف يتصبحون
1
به، وعاد الجرو يتقمز فرحا، وقال لأبيه: تعال حالا، كي أريك مصادا
Неизвестная страница