فيلا ليكون جليسه ونديمه وأمين سره، وانطلقت ألسن أهل الغابة تلوك الخبر، وتعقب عليه بما يعن لأصحابها من آراء وملاحظات، فمن قائل: أن ليس للفيل من حسن المنظر، أو توقد الذهن، أو سرعة الخاطر ما يحبذ هذا الاختيار غير الموفق.
وقال أبو نوفل،
2
وهو يلوح بذيله تيها وعجبا: «لو كان للفيل مثل هذا، لكنت أدركت سبب اختياره لهذا المنصب السامي.»
وقال الدب: «أو لو كان له مثل مخالبي الحادة لما كان لأحد أن ينتقد هذا الاصطفاء.»
وقال الثور - وهو يهز رأسه محتجا: «أظن أن صاحب الجلالة أعجب بنابي الفيل الطويلين ظنا منه أنهما قرناي.»
وقال الحمار، بعد أن نفض رأسه فاهتزت أذناه: «يدهشني ألا أجد بينكم، أيها الرفاق، من أدرك أن للفيل أذنين طويلتين كهاتين ... ولأجلهما اصطفاه ملكنا المحبوب!»
العقاب والخلد
حلق العقاب وعنزته
1
Неизвестная страница