Разговоры деревни: рассказы и воспоминания
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Жанры
ما غمضت لي عين تلك الليلة. أحاول النوم ولا قرار على زأر من الأسد. إن شبح القصاص رهيب، أخاف على جلدي، فكل شيء إلا العصا. ولكنها مضت على خير. هاودنا المدير بمناسبة (أوكازيون) المرفع.
ويوم عيد البشارة 25 آذار ساقنا (الراعي) إلى نزهة في وطا عين كفاع، فسرحنا في تلك البطحاء المقفرة نتنافس في جمع الأزهار لدفن الصليب، فكنت كلما قطفت زهرة ألتفت صوب العقبة، ولكنني لا أرى أمي مهرولة فأعود إلى انتقاء زهراتي، ثم أتلفت فلا أراها.
ودق جرس الضيعة معلنا الظهر فانسلخ قلبي. وقفنا جميعا لصلاة التبشير ثم قعدنا نتغدى على مرجة عين الوطا. إنها عين بلا ماء، كما يقول المثل: اسمك عروس فلا تحزني. ولما يئست من مجيء الوالدة همست في آذان أصحابي من التلامذة: اطلبوا من الراعي أن يفرجكم على كنيسة ضيعتنا. فصاح بهم: يا قليلي الأدب، قولوا زيارة مار روحانا عليه السلام، وأخذ يسرد لهم عجائبه عن ظهر قلب. كأنه يتلو السنكسار.
فصاحوا: لا تواخذنا يا معلمي . غلطنا ، زيارة مار روحانا عليه ألف سلام، فصاح إذ ذاك: اصطفوا. وإياكم أن تتلفتوا في الضيعة يمينا وشمالا. لا تردوا على من يسلم عليكم قبل الصلاة، وإعطاء الديو كراسياس.
ودخلنا الضيعة أصناما أو كالأصنام، وصلينا في كنيسة مار روحانا صلاة طويلة. ولما خرجنا عرضنا في الساحة، وصلينا أيضا السلام الملائكي وأعطانا الديو كراسياس.
ورحنا نلعب بالطابة في تلك الساحة وجيران الكنيسة يتفرجون علينا من بعيد، لا يسمح الراعي لأحد أن يخالطنا.
وبينا أنا أغمز ابن عم لي ليذهب ويخبر أمي فإذا بها مقبلة، تحمل على صينية، الفول الأخضر، واللوز الفريك، والتبولة مع ورق العنب. وبعد ألف رجاء سمح الراعي لرفاقي بأكل ذلك.
وطلبت والدتي من حضرته أن يأذنني ربع ساعة لأرى إخوتي الصغار فامتنع، وقال للوالدة: القانون مقدس يا أم مارون.
فأجابت الوالدة: القانون على رأسنا يا محترم، ولكن هذا ولد، وإخوته صغار، والبيت على رمية حجر، فما عليه لو رأى إخوته ربع ساعة؟
فأجابها: هذا لا ينفعه، اتركيه، قسي قلبك يا أم مارون.
Неизвестная страница