Ахадис Мазини
أحاديث المازني
Жанры
وعلى أن الدلال حسن وجميل وهو يشحذ الرغبة ويقوي الحب إذا كان في حدود الاعتدال ولم يجاوز المعقول أو المحتمل.. أي ما يسهل على الرجل احتماله بلا عناء شديد أو مرهق..
ولكن المرأة لا تفهم هذا مع الأسف وهي لا تزال تلح في الدلال وتلح وتلح حتى يسأم الرجل وتنتفخ مساحره ويتعذر عليه الصبر ويضيق صدره فيفتر حبه لأنه يكلفه فوق ما يطيق أو ما يمكن أن تحتمل طبيعته فتذهب المرأة تقول غدر الرجال وعدم وفائهم وتقلبهم ولو أنصفت للامت نفسها ولأدركت أنها هي التي أزهقت روحه».
فقطبت وقالت «أهذا تهديد».
قلت: «وهذا خطأ آخر. فليس فيما أقول تهديد وإنما هو عجب واستغراب يدعو إليهما اختلاف الطبيعتين..».
فقاطعتنى وقالت: «قل إن طبيعتك المتجبرة تريد أن تجعل منى ملهاة لنفسك لاتخالف لك إرادة ولا تعصى لك أمرا..».
فقاطعتها وقلت: «كلا.. ليس هناك تجبر ولا شبهه إنما أشرح لك ما تغريك به طبيعتك وما تغريني به طبيعتي..».
ولا أحتاج أن أروي كل ما قالت وقلت فإن في مقدور القارئ أني يتصور ذلك وأكبر الظن أن تجارب مثل هذه مرت به وعاناها فما تعيش المرأة بغير رجل ولا الرجل بغير امرأة إلا في الندرة القليلة والفلتة المفردة ومتى عاش رجل وامرأة فلامفر من أن تسوقهما الطبيعتان إلى الشجار والنقار في بعض الأحيان. وأكثر ما يحدث ذلك من جراء توافه لا قيمة لها ولا يجري في الخاطر أن تجر إلى خلاف.
وقدحاولت يومذاك أن ألاعبها وأمازحها بعد فتور الحدة وذهاب السورة ولكن تعبي ذهب عبثا ورجعنا وقد أيقن كل منا أن هناك سرا أعوص لما أبدى صاحبه من الجفاء وضيق الصدر .
ولقيتها بعد ذلك فقلت لنفسي أن العتاب يجدد مرارة الخلاف ولم يكن لي ولا لها مفر من الكلام والنفاق فقد كنا في حفل حاشد من المعارف والأهل، وانفض السامر فناولتها ذراعي وقلت «تعالي فإن بي حاجة إلى الهواء الطلق «فابتسمت فتوهمت أنها نسيت ما كان بيننا أو آثرت مثلي أن تطويه. وإذا بها تقول لي أول ما تقول ونحن في السيارة «إنك مستبد» فعجبت وقلت «كيف.. لقد كنت أظن أني من ألين خلق الله وأسلسهم قيادا «فصاحت بي» أنت.. تقول أنك لين سلس القياد.. أعوذ بالله..».
قلت وأنا أحاول أن أصرفها عن هذا الموضوع الشائك: «طيب.. هنا وسلمنا.. مستبد مستبد كما تشائين.. والآن يا جاحدة.»
Неизвестная страница