Ахадис Мазини
أحاديث المازني
Жанры
وإذا بي أرى أخي كالمجنون يصيح بكلام غير مفهوم، وكان رأسي لا يزال ثقيلا مما مر بي في ليلتي، فسألته عن الخبر، فإذا هو معذور، ذلك أن خادما في بيت صهري سرق سترته وحذائه، وسرق بنطلوني وطربوشي، فصار من المستحيل علينا أن نخرج من البيت، فما لنا فيه ثياب أخرى، ولا جئنا إلا بما على أبداننا فما العمل؟ لقد ذهب اللص بثيابنا، وكأنما تعمد أن يسرق منها ما يكفي لمنعنا من الخروج. وكيف بالله يخرج أخي بغير سترة وحذاء؟ وكيف أخرج بغير بنطلون وطربوش؟
وأضحكني هذا، فإنه أشبه بالنكتة، أو بما يسميه العامة «المقلب».
ولم يبق إلا أن نحاول أن نستعير من بعض الجيران ثيابا نعود فيها إلى بيتنا، وهناك نستطيع أن نرتدي غيرها، ويذهب كل كنا في سبيله.
وفعلنا بعد عناء، فقد كان الناس نياما بعد طول السهر، فأزعجناهم وكلفناهم شططا، ولكن المضطر يركب الصعب.
وقد نسيت أن أقول أن بيت صهري كان على «تخوم العالمين» وعلى مقربة من مسجد الإمام الليث بن سعد، فارتدينا الثياب المستعارة، وتوكلنا على الله، ومررنا بالمسجد، ووقف أخي يقرأ الفاتحة، لعلها تنفعه في «الامتحان» ببركتها: وكنت أنا مغيظا محنقا، فلم يخطر لي أن أقرأ لا الفاتحة، ولا سواها، وإني لأنظر وإذا بالخادم قاعد على باب المسجد.
ولم أعرفه في أول الأمر، لأنه كان في ثياب غير معهودة نكرته في عيني - ثيابنا المسروقة.
فلما استثبت جذبته من ذراعه فنهض، وعدنا به إلى البيت ونزعنا ما عليه من أشيائنا، ثم سألناه: فاعترف أنه سرق - وهل كنا ينقصنا أن يعترف؟ - قال: إنه لما بلغ المسجد أحس أنه مقيد، وألفى نفسه يجلس على الباب، ولم يستطع بعد ذلك أن يبرح مكانه!
فقال كل من سمع هذه القصة إنها بركة الإمام؛وقلت أنا في سري: لعل هذا هكذا، فما أدري، ولكني أحسب أن إيمان هذا الخادم بما لأولياء الله الصالحين من البركة والسر، قد فعل فعله، وكان له أثره حين مر بالمسجد، فاضطرب وارتبك، ولزم مجلسه حائرا، وكبر في وهمه أن «الإمام» قيده وأقعده عن الحركة.
وقد أصرت زوجتي يومئذ - رحمها الله - على أن تصنع «خبزا وفولا» لفقراء «الإمام»، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فلم أعترض. وكيف كان يقبل مني اعتراض؟
الفصل الثامن عشر
Неизвестная страница