Ахадис Мазини
أحاديث المازني
Жанры
ثم قال: «إن المسألة بسيطة، وأن النفي سهل جدا، وأن أدواته في اللغة معروفة وهي «لا ولم ولن إلخ إلخ» والأمثلة سهلة ومعروفة».
وشرع يسوق الأمثلة، فلما بلغ (لم) قال: «مثلا: لم كتب، لم ضرب. لم ذهب»!
فانفجرنا ضاحكين. وكان لنا العذر. وكيف لا نضحك من «لم كتب ولم ضرب»..!
فلما سكنت العاصفة بعض السكون قال يوبخنا ويزجرنا ويعظنا: «تضحكون.. ابكون.. ابكون..».
فلم يبق منا طفل على مقعده من شدة الضحك ولم يسكتنا الخوف منه وإنما أسكتنا الألم الذي صرنا نحسه في بطوننا من الضحك الطويل!
هذا في التعليم الابتدائي. أما في التعليم الثانوي فقد كان أول معلم لي فيه مصابا بالربو، فكان لا ينفك يسعل ويتفل حتى توجعنا بطوننا، ولهذا كنا ننام في درسه أو نهرب منه اتقاء لوجع البطن!
ثم صار لنا معلما آخر وكان سياسيا ولكنه كان في هذا نسيج وحده فكان يغلق النوافذ ليأمن أن يسمع أحد ما ينوي أن يقول - أعني ما ينوي أن يفضي إلينا به من الأسرار.
ثم يشرع في الحديث فيصف لنا كيف كان الحكم المصري على عهد الخديو إسماعيل ظالما، فنجادله، وينقضي الدرس كله في هذا الجدل العجيب.
ولست أدري لماذا كان يجشم نفسه إغلاق النوافذ. ولو أن الناظر الإنجليزي سمعه لكان حقيقا أن يسر لا أن يغضب ولكني أحسبه كان يفعل ذلك ليكون تأثير كلامه في نفوسنا أبلغ والعجب بعد ذلك أن تلاميذه كلهم صاروا وطنيين متطرفين في وطنيتهم لا خونة لبلادهم كما كان يشتهي هو أن يكونوا.
فممن كنت أتعلم النحو بالله وما الذي كان يمكن أن يغريني أن أتعلمه وحدي. ثم ما فائدة هذا النحو الذي أتعلمه ولم أحتج إليه.
Неизвестная страница