Агани
الأغاني
Редактор
علي مهنا وسمير جابر
Издатель
دار الفكر للطباعة والنشر
Место издания
لبنان
وذكر خالد بن جميل وخالد بن كلثوم في أخبارهما التي صنعاها أن ليلى وعدته قبل أن يختلط أن تستزيره ليلة إذا وجدت فرصة لذلك فمكث مدة يراسلها في الوفاء وهي تعده وتسوفه فأتى أهلها ذات يوم والحي خلوف فجلس إلى نسوة من أهلها حجرة منها بحيث تسمع كلامه فحادثهن طويلا ثم قال ألا أنشدكن أبياتا أحدثتها في هذه الأيام قلن بلى فأنشدهن
صوت
( يا للرجال لهم بات يعروني
مستطرف وقديم كاد يبليني )
( من عاذري من غريم غير ذي عسر
يأبى فيمطلني ديني ويلويني )
( لا يبعد النقد من حقي فينكره
ولا يحدثني أن سوف يقضيني )
( وما كشكري شكر لو يوافقني
ولا مناي سواه لو يوافيني )
( أطعته وعصيت الناس كلهم
في أمره وهواه وهو يعصيني )
قال فقلن له ما أنصفك هذا الغريم الذي ذكرته وجعلن يتضاحكن وهو يبكي فاستحيت ليلى منهن ورقت له حتى بكت وقامت فدخلت بيتها وانصرف هو
في الثلاثة الأبيات الأول من هذه الأبيات هزج طنبوري للمسدود قالا في خبرهما هذا وكان للمجنون ابنا عم يأتيانه فيحدثانه ويسليانه ويؤانسانه فوقف عليهما يوما وهما جالسان فقالا له يا أبا المهدي ألا تجلس قال لا بل أمضي إلى منزل ليلى فأترسمه وأرى آثارها فيه فأشفي بعض ما في صدري بها فقالا له فنحن معك فقال إذا فعلتما أكرمتما وأحسنتما فقاما معه حتى أتى دار ليلى فوقف بها طويلا يتتبع آثارها ويبكي ويقف في موضع موضع منها ويبكي ثم قال
صوت
( يا صاحبي ألما بي بمنزلة
قد مر حين عليها أيما حين )
( إني أرى رجعات الحب تقتلني
وكان في دبدئها ما كان يكفيني )
( لا خير في الحب ليست فيه قارعة
كأن صاحبها في نزع موتون )
Страница 28