--- ... الصفحة 12 ... ---
وهنا يجدر بنا ان ننظر الى المجتمع الديني كيف واجه القرآن وعترة رسول الله بعد وفاة النبي (ص)؟ وماذا كان دور المجتمع في قبال احاديث رسول الله (ص)؟
تراهم انهم قد عزلوا اهل البيت (ع) عن المجتمع، وفرضوا عليهم الاقامة الجبرية في الدار، وعاملوهم معاملة بحيث لا يمكن ان يحدها قلم وبيان(1)، وعندما فلحواونجحوا في مؤامراتهم من اقصا حماة الدين الواقعيين عن المجتمع استطاعوا بعدها ان يفرقوا بين القرآن والاحاديث التي هي بمثابة تفسير للمفاهيم القرآنية ومن ثم فسروا القرآن واولوه حسب ما اقتضته اهواؤهم وسياساتهم.
ولما كانت اقوال رسول الله وسيرته التي تسمى بالسنة، سدا منيعا امام سياسة الخلفا، وسلاحا قويا بايدي مخالفي الخلفا، ولهذا فلم يكن للخلفاء واعوانهم سبيل سوى تجريد مخالفيهم من هذا السلاح.
فاول عمل بدا به الخليفة ابو بكر حاول ان يحتكر هذا السلاح في حيازته، فجمع خمسمائة حديث من احاديث رسول الله (ص) ودونها ولكن بعد برهة من الزمان علم ان هذا العمل لم يكن في صالحه لان حصر هذا الامر من المستحيلات، ولذلك صمم ان يحرق الاحاديث التي جمعها(2).
ولا شك ان من المستحيلات في ذاك العصر ان يتمكن الخليفة ابو بكر من ان يمنع --- ... الصفحة 13 ... ---
Страница 12